السؤال رقم (673) : هل يجوز إشهار الأحزاب الإسلامية في دول ذات نظام وضعي …
نص السؤال: السلام عليكم .. هل يجوز إشهار الأحزاب الإسلامية في دول ذات نظام وضعي مع العلم أن الأحزاب ليست من الإسلام ولكن كدولة مثل الكويت ونظام دستوري، وليس شريعة فهل يجوز إنشاء حزب إسلامي لكي نحافظ على قضايانا الإسلامية، والسعي إلى أسلمة القوانيين والحفاظ على حقوق الإسلاميين؟ وجزاك الله خيرا.
الرد على الفتوى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. وبعد: فالواجب على المسلمين جميعاً أن ينطلقوا من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومنهج السلف الصالح، وأن يتعاونوا في ذلك بصدق وإخلاص، وبذلك يكونون حزب الله المفلحين، الذين قال الله فيهم:(أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْمُفْلِحُونَ) ، بعدما ذكر صفاتهم العظيمة في قوله:(لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ..)(المجادلة:22)، فهذه هي صفات حزب الله الذين لا يتحيزون إلا إلى الكتاب والسنة والدعوة إليهما والسير على منهج السلف،فحزب الله هم القائمون بالإسلام حق القيام، فلا يتحيزون إلى أحزاب أو جماعات أو جمعيات، ولا يفرقون دينهم شيعاً وأحزابا، إنما همهم هو اجتماع كلمة المسلمين.
وإنشاء حزب إسلامي في ظل الأنظمة المعمول بها حالياً في بعض البلاد الإسلامية لن يعود على الإسلام بخير، بل إن ما حدث في بعض البلاد الإسلامية درس لجميع المسلمين لأن الوصول إلى مكانة عالية في السلطة الحاكمة عن طريق الأحزاب له سلبيات كبيرة، بل ويحصل تفريط ممن يقومون على الحزب فيقعون في مخالفات ظاهرة للشرع وهذا لا ينبغي.
فمن أراد نصر دين الله وإعلاء شأنه فعليه بالتمسك بالسراجين اللذين هما الطريق الوحيد لنجاة أمة الإسلام من الوقوع في الهلاك والدمار، وعلى من أراد إقامة شرع الله في بلده أن يجتهد هو ومن معه في تعليم الناس أمور دينهم، وتعليق الناس بربهم، وإصلاح أحوالهم في البعد عن المعاصي والحرص على طاعة الله. وفق الله المسلمين لما فيه رضاه ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.