السؤال رقم (672) : فك السحر عن طريق اللجوء للساحر
نص السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: أريد أن أسأل هل يجوز فك السحر عن طريق اللجوء للساحر لفكه حيث سمعنا عن فتوى الشيخ العبيكان، فهل هي صحت عن الشيخ الفاضل؟ وجزاكم الله خيراً.
الرد على الفتوى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فاعلمي أختي الكريمة أن فك السحر عن طريق اللجوء للساحر قد اختلفت أقوال الناس فيه، فمنهم من قال بالجواز إذا كان الغرض الإصلاح لا الإفساد، ومنهم من قال: بأنه لايجوز إطلاقاً الذهاب إليهم بأي شكل من الأشكال.
وإذا نظرنا إلى نصوص الشريعة الغراء نجد أنها جاءت واضحة في بيان النهي عن الذهاب للسحرة سواء كان للإفساد أو الإصلاح، وعندئذ نقول لا نلتفت إلى قول من قال بجواز حل السحر عن المسحور باستخدام السحرة والمشعوذين من أي بلد وفي أي موقع لما ورد من الأدلة على ذلك ومنها: قوله صلى الله عليه وسلم:{من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد}(رواه ابن ماجة وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة (1/105 رقم 523)، وقوله صلى الله عليه وسلم:{من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة}(رواه مسلم).
ومن ابتلي بالسحر فعليه بالأخذ بالأسباب الشرعية المباحة من اللجوء إلى الله تعالى، والاستعانة به في الشفاء من هذا البلاء، وإن تيسر التعرف على مكان السحر وإبطاله فهذا أولى كما فعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وإن لم يتيسر ذلك فعليه بالرقية الشرعية مثل قراءة سورة الفاتحة وآية الكرسي وبعض آيات من سورة البقرة مثل:(ألم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ ..) وحتى قوله:(وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ)، وقوله تعالى:(لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ .. ) وحتى قوله:(.. فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)، وغير ذلك من الآيات من سورة آل عمران الآيات (18،26،27)، والأعراف(54ـ57) ،(117ـ119)،ويونس(79ـ82)، والإسراء(45ـ51)، وطه(65ـ69)،والمؤمنون(116ـ118)والصافات(1ـ18)،والرحمن(21ـ35)،والحشر(21ـ24)،والملك(1ـ4)،
والقلم(51ـ52)،والجن (3)، والكافرون والإخلاص، والمعوذتين.
وعلى المسلم أو المسلمة أن يخلصوا في لجوءهم إلى الله، وأن يتوكلوا عليه وأن تتعلق قلوبهم به، فهو الذي ينزل الداء وينزل الدواء وهو الذي ينفع ويضر سبحانه، وكما قال إبراهيم عليه السلام:(وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) (الشعراء:80)، فمن صدق مع الله صدق الله معه، ولا يتعجل الإنسان الشفاء فربما يكون تأخير الشفاء عن المسلم خيراً له في العاجل والآجل. شفى الله المسلمين من كل بلاء وضر، وألبسنا وإياكم لباس العافية، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.