السؤال رقم (690) :هل الزواج من الأشياء المقدرة على العبد.
نص الفتوى: السلام عليكم.. أنا امرأة عمري 26 سنة ولم أتزوج بعد، وأريد أن أعرف هل الزواج من الأشياء المقدرة (القدر) بمعنى هل الشخص الذي سوف نتزوج معه قد قدر لنا منذ الولادة؟ شكراً على جوابكم لأن هذه المسألة بدأت تشغل بالي؟
الرد على الفتوى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن من عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمان بالقدر: خيره وشرّه، وهو:(تقدير الله تعالى للكائنات حسبما سبق به علمه واقتضته حكمته)، وهو من أركان الإيمان الستة، لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عندما جاءه جبريل في صورة إنسان فسأله عن الإسلام، ثم سأله عن الإيمان فأخبره بأركان الإيمان الستة ومنها الإيمان بالقدر خيره وشره. فكل ما يقوم به العباد من أقوال أو أفعال أو تروك فهي معلومة لله تعالى مكتوبة عنده، والله تعالى قد شاءها وخلقها (لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَـلَمِينَ )(التكوير: 28، 29)،(وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ )(الصافات: 96). ومع ذلك فنحن نؤمن بأن الله تعالى جعل للعبد اختياراً وقدرة بهما يكون الفعل، والدليل على ذلك قوله تعالى: (فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ)(البقرة: 223)، وقوله: (وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً)(التوبة: 46) فأثبت سبحانه للعبد إتياناً بمشيئته وإعداداً بإرادته.
وأيضاً لو لم يكن للعبد اختياراً وقدرة ما وجه الله تعالى له الأمر والنهي، فهذا من التكليف الذي لا يطاق، وهو أمر تأباه حكمة الله تعالى ورحمته وخبره الصادق في قوله:(لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا)(البقرة: 286). ومن ذلك أيضاً مدح المحسن على إحسانه وذم المسيء على إساءته، وإثابة كل منهما بما يستحق، ولولا أن الفعل يقع بإرادة العبد واختياره لكان مدح المحسن عبثاً، وعقوبة المسيء ظلماً، والله تعالى منزّه عن العبث والظلم.
وأيضاً أن كل فاعل يحسُّ أنّه يفعل الشيء أو يتركه بدون أي شعور بإكراه، فهو يقوم ويقعد، ويدخل ويخرج، ويسافر ويقيم بمحض إرادته، ولا يشعر بأن أحداً يكرهه على ذلك.
ومما يدخل تحت مشيئة الله وقدرته أمر الزواج والأولاد والرزق والأجل والابتلاءات خيرها وشرها، والله تعالى يعامل العباد بعدله، فإذا علم صدق إيمانكِ، وصلاح قلبكِ وأخلاقكِ رزقكِ الزوج الصالح الذي يكون سبباً في إكرامكِ وعونكِ على الخير، وأما إن كانت نيتكِ المظاهر الخارجية من مال وجمال وحسب فسترزقين بما تتمنينه، وهذا من عدل الله وحكمته. فوصيتي لكِ بالإقبال على الله، وتدبر كتابه، والتمعن في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم فهما يرشدانكِ إلى صراط الله المستقيم، ويثبتانكِ عليه في الدنيا والآخرة.
ثبت الله قلبكِ على الحق، وصرف عنكِ وساوس شياطين الإنس والجن، ورزقكِ الزوج الصالح الذي تقر به عينكِ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
فإن من عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمان بالقدر: خيره وشرّه، وهو:(تقدير الله تعالى للكائنات حسبما سبق به علمه واقتضته حكمته)، وهو من أركان الإيمان الستة، لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عندما جاءه جبريل في صورة إنسان فسأله عن الإسلام، ثم سأله عن الإيمان فأخبره بأركان الإيمان الستة ومنها الإيمان بالقدر خيره وشره. فكل ما يقوم به العباد من أقوال أو أفعال أو تروك فهي معلومة لله تعالى مكتوبة عنده، والله تعالى قد شاءها وخلقها (لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَـلَمِينَ )(التكوير: 28، 29)،(وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ )(الصافات: 96). ومع ذلك فنحن نؤمن بأن الله تعالى جعل للعبد اختياراً وقدرة بهما يكون الفعل، والدليل على ذلك قوله تعالى: (فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ)(البقرة: 223)، وقوله: (وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً)(التوبة: 46) فأثبت سبحانه للعبد إتياناً بمشيئته وإعداداً بإرادته.
وأيضاً لو لم يكن للعبد اختياراً وقدرة ما وجه الله تعالى له الأمر والنهي، فهذا من التكليف الذي لا يطاق، وهو أمر تأباه حكمة الله تعالى ورحمته وخبره الصادق في قوله:(لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا)(البقرة: 286). ومن ذلك أيضاً مدح المحسن على إحسانه وذم المسيء على إساءته، وإثابة كل منهما بما يستحق، ولولا أن الفعل يقع بإرادة العبد واختياره لكان مدح المحسن عبثاً، وعقوبة المسيء ظلماً، والله تعالى منزّه عن العبث والظلم.
وأيضاً أن كل فاعل يحسُّ أنّه يفعل الشيء أو يتركه بدون أي شعور بإكراه، فهو يقوم ويقعد، ويدخل ويخرج، ويسافر ويقيم بمحض إرادته، ولا يشعر بأن أحداً يكرهه على ذلك.
ومما يدخل تحت مشيئة الله وقدرته أمر الزواج والأولاد والرزق والأجل والابتلاءات خيرها وشرها، والله تعالى يعامل العباد بعدله، فإذا علم صدق إيمانكِ، وصلاح قلبكِ وأخلاقكِ رزقكِ الزوج الصالح الذي يكون سبباً في إكرامكِ وعونكِ على الخير، وأما إن كانت نيتكِ المظاهر الخارجية من مال وجمال وحسب فسترزقين بما تتمنينه، وهذا من عدل الله وحكمته. فوصيتي لكِ بالإقبال على الله، وتدبر كتابه، والتمعن في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم فهما يرشدانكِ إلى صراط الله المستقيم، ويثبتانكِ عليه في الدنيا والآخرة.
ثبت الله قلبكِ على الحق، وصرف عنكِ وساوس شياطين الإنس والجن، ورزقكِ الزوج الصالح الذي تقر به عينكِ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.