السؤال رقم (688) :الاستغفار للغير.
نص الفتوى: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .. وجزاكم الله خيرا على ما تقدموه للإسلام والمسلمين من مجهودات .. سؤالي هو: هل إذا قمت بالاستغفار لشخص ما (مثل قولي: اللهم اغفر له) فإن ذلك يكون سببا له بأن يرزق هو بالمال والولد كما في قوله تعالى (فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا) ، أم أن ذلك مخصوص لمن يقوم بالاستغفار، أعني هل يرزق هو بالمال والولد لأنني استغفرت له؟
الرد على الفتوى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالاستغفار عبادة جليلة يحبها الله تعالى، ويعطي عليها خيراً كثيراً، وهي من أفضل أبواب المغفرة والدخول على الله تعالى، وقد وردت آيات كثيرة تحث العبد على الاستغفار وتوجه إلى لزومه، ومن ذلك الآيات التي ذكرتها في سؤالك، والنبي صلى الله عليه وسلم حض على الاستغفار أيضاً وكان أكثر الناس له لقوله صلى الله عليه وسلم:(يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة)(رواه مسلم). وما رواه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي عن رب العزة جل وعلا الذي يقول فيه:(يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أنك أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة)(حسنه الألباني في صحيح الجامع 4338).
وأما إذا استغفر المسلم لأخيه المسلم فهذا من باب الدعاء له، ولا يعني ذلك أن المستغفر له يحصل على الأموال والأولاد، إنما يحصل من ذلك على مغفرة الله له بدعاء أخيه له، كمثل أن تقول لأخيك (اللهم اغفر له) وغير ذلك من الدعاء، وأما حصول العبد على الأموال والأولاد فعن طريق كثرة استغفاره هو، ولزومه له، والصدق فيه، وبعده عن معاصي الله، فالنبي صلى اله عليه وسلم يقول:(من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب)(رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع رقم 5829). وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.