وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالذي أراه أن هذه الفتاة قد تكون واقعة في بعض المعاصي ولهذا تحصل لها تلك الأمور، وربما يكون ذلك ابتلاء واختبار لإيمانها لقول الله تعالى [أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ](العنكبوت).
فعليها أن تراجع أمورها مع ربها وخالقها وأن تتحصن بجنابه، وأن تستعيذ به من شياطين الإنس والجن، وأذكرها بوصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما (يَا غُلامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الأَقْلامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ)(رواه الترمذي).
وعليها أن تحافظ على أذكار الصباح والمساء، وأن تحافظ على قراءة آية الكرسي كل ليلة وتصلي الصلوات المكتوبة في أوقاتها، وأن تكثر من الإلحاح على الله أن يكفيها شر الأشرار ومكر الفجار، وأن تكثر من قيام الليل وذكر الله، وأن تتوب إلى الله من جميع ذنوب وأن تصدق في ذلك، فلا سعادة لها في الدنيا ولا في الآخرة إلا بطاعة مولاها وخالقها.
أسأل الله تعالى أن يصرف عنها شياطين الإنس والجن وأن يعينها على كل خير. والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.