السؤال رقم (811) : الصلاة في مكان العمل، أو تأخيرها .
نص الفتوى: نحن مجموعة من الأفراد العسكريين نكلف في حفل في ساحة قريبة من المسجد قرابة الـ (50) متر ونسمع الأذان، فإذا حان وقت الصلاة أمرنا بالصلاة في موقعنا بحجة عدم تفرقنا، وأحياناً لا يسمح لنا بالوضوء، فمنا من يتيمم، ومنا من يؤخر الصلاة حتى انتهاء الحفل، فهل يجوز ذلك؟ وما نصيحتكم للمسؤولين عنا؟
الرد على الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام العظيمة وهي مفروضة على المسلمين من رب العالمين، قال تعالى:[حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ](البقرة:238)، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من أعماله، وهي أعظم الفرائض بعد الشهادتين، وهي الفيصل بين المسلم والكافر، لقوله :(العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)(رواه أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي وقال حديث حسن صحيح وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح ولا نعرف له علة، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب)
فالواجب على المسلم أن يلبي النداء للصلاة إلا من عذر شرعي، لقوله :(من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر)( رواه القاسم بن أصبغ في كتابه وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرطهما، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ج1 رقم 426)، وقد روي عن غير واحد من أصحاب النبي أنهم قالوا: (من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له)(رواه الترمذي وقال حسن صحيح، وصححه الألباني في جامع الترمذي 1/422 برقم 217) وقال بعض أهل العلم هذا على التغليظ والتشديد ولا رخصة لأحد في ترك الجماعة إلا من عذر، وما دام أن المسجد قريب منكم فالأولى لكم أن تصلوا فيه، وأما من يتيمم ويصلي مع وجود الماء فصلاته باطلة وعليه الإعادة، و لكم إن كان في الوقت متسع، ولم يخرج وقت الصلاة فيمكن إن كان هناك أذى يقع عليكم من المسؤولين أن تصلوا جماعة بعد انتهاء الحفل لقول الله تعالى:[فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ](التغابن:11).
ونصيحتي للمسؤولين عنكم أن يتقوا الله تعالى، وأن يحرصوا على الصلوات المفروضة، وألا يمنعوا من تحت أيديهم من طاعة الله حتى لا يقعوا في إثمٍ عظيم، لقول الله تعالى:[وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ](البقرة:114)، وعليهم أن يكونوا عوناً لهم على الخير.
وفقنا الله وإياكم لما فيه رضاه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.