وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:
فقد اتفق أهل العلم على نجاسة البول والغائط من الآدمي واختلفوا في بول وروث سائر الحيوانات.
فذهب المالكية والحنابلة أن الأبوال والأوراث نجسة من محرم الأكل وأما مكروه الأكل فاختلف في بوله وروثه أهو نجس أم مكروه ؟ على قولين . وأما مباح الأكل فالصواب طهارة بوله وروثه.
وذهب الحنفية والشافعية إلى نجاسة الأبوال والأوراث كلها سواء أكانت من مأكول اللحم أو غير مأكوله.
وذهب داود الظاهري إلى أن كل الأبوال والأوراث طاهرة من الحيوانات كلها.
وذهب الليث بن سعد ومحمد بن الحسن إلى التفرقة بين الروث والبول؛ فقالا بنجاسة الروث وطهارة البول.
وقد احتج داود وغيره بما ثبت في صحيح البخاري وغيره عن ابن عمر {كنت أبيت في المسجد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت شاباً عزباً وكانت الكلاب تبول وتقبل وتدبر في المسجد فلم يكونوا يرشون شيئاً من ذلك}
وللفائدة ارجع إلى المحلى جـ 1 صـ 174، الأم للشافعي جـ1صـ 92 وما بعدها، والمجموع جـ2صـ549، وحاشية ابن عابدين جـ1صـ210، وبدائع الصنائع جـ1صـ 62، ونهاية المحتاج جـ1صـ224، والحطاب على مختصر خليل جـ1صـ94، والمبدع لابن مفلح جـ1صـ338، والإنصاف جـ1صـ339، والفروع جـ1صـ248هـ ما بعدها. وفقك الله لكل خير وأعانك ويسر أمرك وصلى الله وسلم على نبينا محمد .