السؤال رقم (844) : مقاطعة خطيب الجمعة
نص السؤال: سؤالي: (1) هل تجوز مقاطعة خطيب الجمعة إذا أخطأ؟
(2) ما هي الأدلة في مقاطعة الخطيب، حيث أنه من الملاحظ أن بعض الخطباء يغفل عن معلومة أو فتوى، أو حتى أمر بسيط في موضوع خطبته، وتشكل على عامة المصلين، ولا يتم تصحيح ما أخطأ به إلا بعد انتهاء الخطبة، ويكون الأمر قد التبس على العامة، فمنهم من يقول أن الخطيب أدرى، ومنهم من يقول أن الخطيب جاهل بهذا الشيء، ومنهم من سيقول أن الخطيب قد تقصد بهاذ الشيء.. أفيدونا أفادكم الله.
الرد على الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: فأولاً: تجوز مخاطبة خطيب الجمعة للمصلحة العامة، حيث ورد {أن رجلا دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما وقال يا رسول الله: هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله أن يغيثنا، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال:{اللهم أغثنا، اللهم أغثنا} قال أنس: ولا والله ما نرى في السماء من سحابة ولا قزعة، وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار، فطلعت سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء انتشرت وأمطرت، قال أنس: ولا والله ما رأينا الشمس سبتا}(رواه النسائي وقال حسن صحيح).
وثانياً: تجوز مخاطبة الخطيب لإصلاح أمر معين كالميكرفون، أو تنبيهه إلى عبث الأطفال ليسكتهم، وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يخطب ذات مرة وتكلم في صداق المرأة فأراد تحديده فقامت امرأة وقالت: يعطينا الله وتمنعنا يا عمر، تقصد قول الله تعالى:(وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَاراً)(النساء:20) ولا يجوز ذلك من جاهل حتى لا يحصل في التشويش على الخطيب والمصلين، والأولى لمن أراد إيضاح خطأ سمعه من الخطيب أن ينتظر بعد انتهاء الخطبة والصلاة ثم يجلس مع الخطيب ويناقشه فيما سمعه، فإن كان الخطأ صحيحاً أوضح الخطيب ذلك في الجمعة التي بعدها، وإن كان الخطأ من المستمع ثم تدارك ذلك ولم يحصل تشويش أو تلبيس على المصلين، والقاعدة:(درء المفاسد مقدم على جلب المصالح).وفقنا الله وإياك للعلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.