وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. وبعد: فتعقيباً على إجابة السؤال رقم (101374) الوارد إلينا بتاريخ:20/1/1427هـ، والذي تمت الإجابة عليه بتاريخ:21/1/1427هـ بخصوص موضوع (ما حكم الصلاة المنحرفة عن جهة القبلة بـ 45 درجة)؟

وهذا السؤال لم يرد فيه جملة (الانحراف اليسير، أو الانحراف البسيط) كما ورد في التعقيب الوارد من الموقع طرفكم، وقد أجبنا عن السؤال المطلوب ولم يتم التفصيل فيه حيث بيَّنا حكم الانحراف عن القبلة بـ 45 درجة فقط..

أما الإجابة عن باقي الأسئلة الواردة بخصوص (الانحراف اليسير عن القبلة) فأقول وبالله التوفيق:

أولاً: حكم الانحراف اليسير؛ فالصحيح من كلام أهل العلم أن الانحراف اليسير لا يضرّ، لما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{ما بين المشرق والمغرب قبلة}(رواه الترمذي في سننه 2/173 ح 342، وقال: حسن صحيح، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود).

ثانياً: وأما الانحراف بالنسبة للجماعة في مسجد بني بشكل لم تجزم فيه وجهة القبلة وكان مخالفاً لاتجاه القبلة الصحيح، فإن كانوا يستطيعون هدم المسجد وبناءه باتجاه القبلة فهذا أفضل وأولى، وإن كانوا لا يستطيعون هدمه فعليهم أن يتحرّوا اتجاه القبلة الصحيح عن طريق أهل الخبرة ولاحرج في الاستعانة بالأجهزة الحديثة التي تساعد على معرفة القبلة، وبعد ذلك يتم وضع علامات موافقة للاتجاه الصحيح للقبلة مثل خطوط للمصلين ويصلون عليها، وإن وجد انحراف بسيط في اتجاه القبلة فيصلون والصلاة صحيحة لما ذكرنا سابقاً من أن الانحراف اليسير لا يضر إن شاء الله. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.