السؤال رقم (169) : هل خصَّ الرسول صلى الله عليه وسلم أيام عشر ذي الحجة بزيادة أعمال وعبادات؟: 25 / 10 / 1429
السؤال رقم (169) : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته… هل خصَّ الرسول صلى الله عليه وسلم أيام عشر ذي الحجة بزيادة أعمال وعبادات كما خص العشر الأواخر من رمضان؟
الرد على الفتوى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد روى البخاري وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر. قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء).
وفي رواية للإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر؛ فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد).
وروى ابن حبان في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال (ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة). وقد وردت أعمال كثيرة اختصت بها أيام العشر عن ليالي العشر من رمضان، ومن ذلك: أداء الحج والعمرة، وهو أفضل ما يعمل، ويدل على فضله قوله صلى الله عليه وسلم (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)(رواه البخاري).
ومن ذلك صيام هذه الأيام، وبالأخص يوم عرفة لغير الحاج، قال صلى الله عليه وسلم (صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده)(رواه مسلم).
ومن ذلك التكبير والذكر في هذه الأيام لقوله تعالى [وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ..](الحج).
ومن ذلك أيضاً الأضحية في يوم النحر وأيام التشريق، وهي سنة أبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام حين فدى ولده بذبح عظيم، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمى وكبر ووضع رجله على صفاحهما)(متفق عليه).
ومن ذلك أداء صلاة عيد الأضحى مع المسلمين حيث تصلى، وحضور الخطبة والاستفادة منها.
وغير ذلك من الأعمال الصالحة التي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم خاصة في تلك الأيام الفاضلة من الصدقة وصلة الرحم والإكثار من النوافل وذكر الله تعالى.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.