وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد: فالصلاة عماد الدين وهي أول ما يحاسب عليه العبد في قبره من حفظها وحافظ عليها وأقام ركوعها وسجودها وطمأنينتها حفظ الله عليه نفسه ويسر أمره وأعلى منـزلته ومن ضيعها وأهملها فهو لما سواها أضيع.
وأنت يا أخي الكريم عليك أن تجتهد عند حضورك للصلاة بأن تتهيأ وتحضر قلبك وتتذكر عظمة من تقف بين يديه فالله بيده رزقك وصحتك وأجلك وسعادتك فعلى قدر هيبتك وخوفك ورجائك وحيائك يكون خشوعك فاحذر أن تلتفت في صلاتك التفات ظاهر وباطن فالله يعرض عنك قال صلى الله عليه وسلم {إن الله يقبل على المصلي ما لم يلتفت} وقال صلى الله عليه وسلم {إن العبد ليصلي ولا يكتب له من صلاته لا نصفها ولا ثلثها ولا ربعها ولا خمسها ولا سدسها ولا عشرها وإنما يكتب للرجل من صلاته ما عقل منها}، فاستحضار القلب والتدبر في القراءة وتذكر عظمة الله وكبريائه يساعد على ترك الانشغال في الصلاة وترك الالتفات ظاهراً وباطناً وترك الحركة ويجلب الخشوع والخضوع والطمأنينة وفقنا الله وإياك لطاعته ورزقنا وإياك الخشوع والطمأنينة وهدانا صراطه المستقيم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .