السؤال رقم (252) : ماالفرق الجوهري بين اليهودي والمسيحي والشيعي؟. 10 / 2 / 1430
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته… ما الفرق الجوهري بين اليهودي والمسيحي والشيعي؟ وعلى ماذا يطلق لفظ المشركين والكفار؟ وهل جميع الأنبياء والرسل بعثوا لبني إسرائيل أم أغلبهم؟ وهل بني إسرائيل الذين نراهم الآن يستحقوا لقب (إسرائيل) ولماذا ؟ جزاكم الله خيرا\”؟
الرد على الفتوى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد بين المولى جل وعلا في كتابه في آيات كثيرة أن هناك فرقاً بين اليهود والنصارى وغيرهم من الفرق الأخرى، قال تعالى [لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى..](المائدة:82)، وقال تعالى [إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ…](الحج:17).
فاليهود هم أتباع موسى عليه السلام وأنزلت عليهم التوراة، والنصارى هم أتباع عيسى عليه السلام وأنزل عليهم الإنجيل، وأما الشيعة فهي فرقة من فرق المسلمين، وانقسمت تلك الفرقة إلى عدة فرق، فمنهم الذين يؤلهون علياً، ومنهم من يعظمون الأئمة، ومنهم الذين يسبون الصحابة الكرام كأبي بكر وعمر وعائشة رضي الله عنهم، ومنهم من يقع في بعض المعاصي، ومنهم بعض المعتدلين الذين تأثروا بأهل السنة.
ويطلق لفظ المشرك أو الكافر على من عبد غير الله تعالى، كاليهود والنصارى وعبدة الأوثان وغيرهم ممن ترك ملة الإسلام وتعبد لغير الله تعالى، قال تعالى [وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ](المؤمنون:117)، وقال تعالى [إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ](المائدة:72)، وهذا دليل على أن الكافر يسمى مشركاً، والمشرك يسمى كافراً.
وغالب الأنبياء والمرسلين بعثوا إلى بني إسرائيل، وهي أكثر الأمم التي بعث فيها الرسل والأنبياء لأنهم كانوا أكثر الأمم عناداً واستكباراً وصداً عن سبيل الله، وغالب آيات القرآن تتكلم في حقهم وفي صفاتهم القبيحة لكي يحذرها المسلمون، ولئلا يقعوا فيما وقعوا فيه، وأما الموجودون حالياً من اليهود فلا يستحقون أن يطلق عليهم أتباع إسرائيل، لأن إسرائيل لقب يطلق على نبي الله يعقوب ابن خليل الله إبراهيم عليهما الصلاة والسلام، وهؤلاء قد خالفوه وخالفوا رسلهم وأنبيائهم وحادوا عن طريق الحق لأنهم حرفوا التوراة، وردوا دعوة محمد صلى الله عليه وسلم. والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.