السؤال رقم (740) : يعتقد أن الميت لا يسمعه ومع ذلك طلب منه، فهل يقع في الشرك؟
هناك من العلماء من يقول الطلب من الميت عند قبره أن يدعو الله له ليس شركا لأنه ـ متوهما أن الميت يسمعه ـ طلب من الميت أن يدعو الله تعالى، ولم يطلب الميت نفسه كشف الضر أو جلب النفع بارك الله فيك، طيب لو افترضنا أن شخص سأل سؤالا بناء على ما سبق وقال هو يعتقد أن الميت لا يسمعه ومع ذلك طلب منه فهل يقع في الشرك؟ فهل على سائل السؤال السابق الذي قال (يعتقد أن الميت لا يسمعه ومع ذلك طلب منه) أثر على دينه سؤالي عن الشخص السائل للسؤال الأخير وليس لمن طلب من الميت هل في ذلك أثر على دينه لأنه سأل عن شيء واضح بأنه شرك وكفر؟.
الرد على الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فلا يجوز التعلق بغير الله فهو وحده الذي بيده ملكوت السماوات والأرض، وهو الذي يجيب دعوة المضطرين ويكشف السوء، قال تعالى: [وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمْ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ](النحل: الآية 53).
والدعاء سواء كان لأهل القبور أو عندها ذنب عظيم يخشى على صاحبه، ونحن نعلم يقيناً أن هذه القبور وما فيها من تراب وعظام لا يجيب دعاء وليست سبباً في حصول مطلوب أو زوال مكروب، قال تعالى: [وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ](الأحقاف الآيتان5، 6)، وكل من دعي من دون الله فلن يجيب الدعاء، ولكن قد يحصل المطلوب فتنة واختباراً، وهنا يتوهم هذا الداعي أنه حصَّل مطلوبه بسبب دعاء صاحب القبر أو الدعاء عند صاحب القبر.
وأوصيك أخي الكريم بعدم الخوض في مثل هذه الأمور التي قد تجرك إلى خطر عظيم من حيث لا تشعر. أسأل الله بمنه وكرمه أن يثبتنا على دينه حتى نلقاه به، وأن يجنبنا طريق الضلال والوسائل الموصلة إليه إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.