السؤال رقم (737) : هل هذه المسألة مما يسوغ فيها الاجتهاد؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،انتشر في الفترة الأخيرة مسألة التساهل في التفسيق والتبديع والتكفير بسبب الاختلاف في مسائل يسوغ فيها الاجتهاد مما سبب الفرقة بين المسلمين والتناحر والتباغض، ومن هذه المسائل ـ حفظكم الله تعالى ـ مسألة حكم الاستعانة بالجن في الأمور المباحة! وسؤالي ليس في حكم الاستعانة بالجن وهل هو حرام أو حلال؟ ولكن سؤالي هل هذه المسألة مما يسوغ فيها الاجتهاد؟ وهل يفسّق ويكفّر من رأى الاستعانة بالجن بضوابط شرعية كما ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية وفهمها عنه الشيخ ابن عثيمين وغيره؟ لاسيما إذا كان الشخص على قدر من العلم الشرعي وعلى تقوى وصلاح؟ أفتونا مأجورين وجزاكم الله خيراً.
الرد على الفتوى
وعليكم والسلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا يجوز الاستعانة بالجن أو استخدامهم لمعرفة الأمراض أو كيفية العلاج منها، لقول الله تعالى: [وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً](الجن: الآية6)، وقال تعالى [وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدْ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنْ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنْ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ](الأنعام: الآية128)، ومعنى الاستمتاع هنا أن الإنس عظَّموا الجن وخضعوا لهم واستعاذوا بهم، والجن خدموهم بما يريدون وأحضروا لهم ما يطلبون، ومن ذلك إخبارهم بنوع المرض وأسبابه مما يطلع عليه الجن دون الإنس، وقد يكذبون فإنهم لا يُؤمنون، ولا يجوز تصديقهم لما ورد من الأخبار الصحيحة عنهم، ومعلوم أن الجن عالم غيبي لا يمكن الإطلاع عليه، فكيف تصديقهم إن كانوا صالحين أو غير صالحين، ولم يتقل لنا عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه أنهم كانوا يستعينون بهم. والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.