السؤال رقم (729) : حكم الاحتفال بالمولد النبوي؟
ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي؟
الرد على الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالاحتفال بالمولد النبوي ـ أي يوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم ـ تكلم فيه العلماء قديماً وحديثاً وبينوا أنه بدعة محدثة. والاحتفال بهذا اليوم ليس له أصل شرعي من الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، ولو فعله النبي صلى الله عليه وسلم أو أمر به لسارت الأمة على ذلك ولكنه لم يثبت بدليل نقلي صحيح، وكل عمل يتقرب به المسلم إلى الله على خلاف هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو بدعة محدثة مردود على صاحبه لقول النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في الصحيح: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، وفي لفظ (من عمل عملاً ليس عليه أمر فهو رد)(رواه البخاري ومسلم)، ومن أراد أن يذكر الناس بسيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم وأن يحيي ذكراه في نفوس العباد فعليه أن يعلمهم هديه وسنته ويكون ذلك طوال العام وليس فقط في يوم معين، وهذا هو ما يريده منا نبينا صلى الله عليه وسلم بقوله (فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَالأُمُورَ الْمُحْدَثَاتِ، فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ)(رواه ابن ماجة)، وفي رواية (فإن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار)(رواه النسائي)، وينبغي على كل مسلم أن يكتفي بما اكتفى به سلف الأمة من الصحابة والتابعين وألا يسير وراء كل ناعق يخرج على المسلمين بشيء لم يصح في الدين، ويكفينا قول الله جل وعلا [الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً] (المائدة الآية 3). أسأل الله تعالى أن يعيننا على التمسك بهديه، وأن نكون سبباً في نشره بين العالمين، والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.