السؤال رقم (761) : ما الرد على من قال النار والجنة لم تخلقا بعد؟
ما الرد على من قال النار والجنة لم تخلقا بعد بدليل الآية (كل شيء هالك إلا وجهه ) وأن آدم لم يكن في جنة خارج الأرض التي نعيش عليها.
الرد على الفتوى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،، وبعد:
فقد اتفق أهل السنة والجماعة على أن الجنة والنار مخلوقتان موجودتان الآن، ولم يزل أهل السنة على ذلك حتى نبغت نابغة من المعتزلة والقدرية فأنكرت ذلك وقالت: بل ينشئهما الله يوم القيامة. قالوا: وخلق الجنة والنار قبل الجزاء عبث لأنها تكون معطلة مدداً متطاولة، فعطلوا النصوص وحرفوا وبدلوا، وضللوا من خالفهم.
وقد استدل أهل السنة والجماعة على خلق الجنة والنار بنصوص الكتاب والسنة. ومنها قول الله تعالى عن الجنة:[أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ](سورة آل عمران: الآية 133)، وقوله تعالى: [أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ](سورة الحديد: الآية21). وقال تعالى عن النار:[أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ](سورة البقرة: الآية24)، والإعداد: التهيئة.
وعقد البخاري في كتاب بدء الخلق في صحيحه باباً بعنوان:(باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة)؛ قال الحافظ ابن حجر في شرح هذا الموضع: (قوله: باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة)؛ أي موجودة الآن، وأشار بذلك إلى الرد على من زعم من المعتزلة أنها لا توجد إلا يوم القيامة.
وأصرح دليل على ذلك ما أخرجه أحمد وأبو داود بإسناد قوي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْجَنَّةَ قَالَ لِجِبْرِيلَ اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ وَعِزَّتِكَ لا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلا دَخَلَهَا ثُمَّ حَفَّهَا بِالْمَكَارِهِ ثُمَّ قَالَ يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لا يَدْخُلَهَا أَحَدٌ قَالَ فَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ النَّارَ قَالَ يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ وَعِزَّتِكَ لا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ فَيَدْخُلُهَا فَحَفَّهَا بِالشَّهَوَاتِ ثُمَّ قَالَ يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لا يَبْقَى أَحَدٌ إِلا دَخَلَهَا)(وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم(5210). ومن الأدلة أيضاً على أنهما موجودتان الآن الأحاديث التي يذكر فيها النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى الجنة والنار ورأى أهلهما، كحديث عبد الله بن عباس أنه قال: (خَسَفَتْ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالنَّاسُ مَعَهُ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلا….) الحديث، وفيه: قالوا: (رَأَيْنَاكَ تَنَاوَلْتَ شَيْئًا فِي مَقَامِكَ هَذَا ثُمَّ رَأَيْنَاكَ تَكَعْكَعْتَ، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ الْجَنَّةَ أَوْ أُرِيتُ الْجَنَّةَ فَتَنَاوَلْتُ مِنْهَا عُنْقُودًا وَلَوْ أَخَذْتُهُ لأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتْ الدُّنْيَا وَرَأَيْتُ النَّارَ فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ مَنْظَرًا قَطُّ وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ، قَالُوا: لِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: بِكُفْرِهِنَّ، قِيلَ: يَكْفُرْنَ بِاللَّهِ، قَالَ: يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ)(رواه البخاري ومسلم).
وإذا أردتِ الاستزادة من هذا الموضوع فراجعي كتابي (مباحث في العقيدة ـ الجزء الثالث) ففيه إيضاح أكثر.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
فقد اتفق أهل السنة والجماعة على أن الجنة والنار مخلوقتان موجودتان الآن، ولم يزل أهل السنة على ذلك حتى نبغت نابغة من المعتزلة والقدرية فأنكرت ذلك وقالت: بل ينشئهما الله يوم القيامة. قالوا: وخلق الجنة والنار قبل الجزاء عبث لأنها تكون معطلة مدداً متطاولة، فعطلوا النصوص وحرفوا وبدلوا، وضللوا من خالفهم.
وقد استدل أهل السنة والجماعة على خلق الجنة والنار بنصوص الكتاب والسنة. ومنها قول الله تعالى عن الجنة:[أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ](سورة آل عمران: الآية 133)، وقوله تعالى: [أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ](سورة الحديد: الآية21). وقال تعالى عن النار:[أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ](سورة البقرة: الآية24)، والإعداد: التهيئة.
وعقد البخاري في كتاب بدء الخلق في صحيحه باباً بعنوان:(باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة)؛ قال الحافظ ابن حجر في شرح هذا الموضع: (قوله: باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة)؛ أي موجودة الآن، وأشار بذلك إلى الرد على من زعم من المعتزلة أنها لا توجد إلا يوم القيامة.
وأصرح دليل على ذلك ما أخرجه أحمد وأبو داود بإسناد قوي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْجَنَّةَ قَالَ لِجِبْرِيلَ اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ وَعِزَّتِكَ لا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلا دَخَلَهَا ثُمَّ حَفَّهَا بِالْمَكَارِهِ ثُمَّ قَالَ يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لا يَدْخُلَهَا أَحَدٌ قَالَ فَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ النَّارَ قَالَ يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ وَعِزَّتِكَ لا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ فَيَدْخُلُهَا فَحَفَّهَا بِالشَّهَوَاتِ ثُمَّ قَالَ يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لا يَبْقَى أَحَدٌ إِلا دَخَلَهَا)(وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم(5210). ومن الأدلة أيضاً على أنهما موجودتان الآن الأحاديث التي يذكر فيها النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى الجنة والنار ورأى أهلهما، كحديث عبد الله بن عباس أنه قال: (خَسَفَتْ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالنَّاسُ مَعَهُ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلا….) الحديث، وفيه: قالوا: (رَأَيْنَاكَ تَنَاوَلْتَ شَيْئًا فِي مَقَامِكَ هَذَا ثُمَّ رَأَيْنَاكَ تَكَعْكَعْتَ، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ الْجَنَّةَ أَوْ أُرِيتُ الْجَنَّةَ فَتَنَاوَلْتُ مِنْهَا عُنْقُودًا وَلَوْ أَخَذْتُهُ لأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتْ الدُّنْيَا وَرَأَيْتُ النَّارَ فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ مَنْظَرًا قَطُّ وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ، قَالُوا: لِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: بِكُفْرِهِنَّ، قِيلَ: يَكْفُرْنَ بِاللَّهِ، قَالَ: يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ)(رواه البخاري ومسلم).
وإذا أردتِ الاستزادة من هذا الموضوع فراجعي كتابي (مباحث في العقيدة ـ الجزء الثالث) ففيه إيضاح أكثر.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.