السؤال رقم (760) : نرى بعض الناس بعد أن يختم القرآن يدعو بدعاء، فهل لذلك أصل؟
فضيلة الشيخ: عبد الله بن محمد الطيار.. وفقه الله .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فآمل من فضيلتكم الإجابة عن السؤال التالي.. شاكرين لكم تعاونكم وتجاوبكم: نرى بعض الناس بعد أن يختم القرآن يدعو بدعاء، فهل لذلك أصل، وما نظر الشرع في تخصيص كتيب خاص فيه دعاء ختم القرآن يدعو به كلما ختم؟
الرد على الفتوى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالمأثور عن السلف فعل ذلك كما روى الدارمي في سننه عن ثابت البناني قال (كان أنس بن مالك رضي الله عنه إذا أشفى على ختم القرآن بالليل بقَّى منه شيئاً حتى يصبح فيجمع أهله فيختمه معهم)، وفي رواية (كان أنس إذا ختم القرآن جمع ولده وأهل بيته فدعا لهم). وعن الحكم عن مجاهد قال (بعث إليّ، قال: إنما دعوناك أنَّا أردنا أن نختم القرآن وإنه بلغنا أن الدعاء يستجاب عند ختم القرآن، قال فدعوا بدعوات)(رواه الدارمي).
والأولى عند ختم القرآن الاكتفاء بالوارد في كتاب الله تعالى وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم من الدعوات ففيهما خير كثير. وإن دعى المسلم بما تيسر له من الوارد وغيره فلا بأس شريطة ألا يبالغ في ذلك أو يتعدى في دعائه، وينسب لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله دعاء ختم القرآن وأغلبه يحتوي على ما ورد من الكتاب والسنة، ومن أخذ بهذا الدعاء فلا حرج عليه إن شاء الله لما ذكرنا بأن السلف كانوا يفعلونه، ولكن لو جعل إمام المسجد دعاء ختم القرآن مكان القنوت في الوتر لكان ذلك أحسن خروجاً من خلاف أهل العلم.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.