السؤال رقم (757) : استفسارات حول حديث (والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني…).
قال الرسول صلى الله عليه وسلم:(والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا كان من أهل النار)(رواه مسلم)… لي على الحديث عدة أسئلة:
1) ما المقصود بالسماع في الحديث بالتفصيل؟ يقول بعض المشايخ المقصود (السماع والفهم)، وبعضهم يقول (يسمع به وبما جاء به فيعرض).
2) هل السماع المجرد يكفي بعني يسمع أن هناك رسول من الله هل من سمع ذلك يكون داخل في الحديث بأنه سمع؟
3) هل إذا سمع بالنبي والإسلام ولكن بطريقه مشوهه هل يعتبر داخل في الحديث بأنه سمع؟
4) الكفار اليوم وخاصة الذين يحاربون الإسلام. مثلاً (من يموت من الكفار في حرب الإسلام هل نجزم بأنهم كلهم في النار فهل يمكن أن يكون هناك شخص لم يسمع فلا يدخل في الحديث بأنه سمع )؟
5) هل علي شيء بطرح هذه الأسئلة؟
الرد على الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، فإليك إجابة الأسئلة:
ج1: المقصود بالسماع في قوله صلى الله عليه وسلم:(لا يسمع بي يهودي ولا نصراني)، أي وصول دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم إليه، فمن لم تبلغه دعوته لا عقاب عليه لقوله تعالى: [وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً](الإسراء: الآية 15)
ج2: إذا بلغه ذلك فقد دخل في نص الحديث لأن الحديث عام فيشمل أمة الدعوة كلها من المشركين وغيرهم من اليهود والنصارى.
ج3: إذا لم تصله الدعوة واضحة جلية وقد ألبست عليه بالتزوير والتبديل والتحريف فهو معذور، ولكن يجب على من بلغته الدعوة أن يتحرى صدقها، وأن يجتهد في ذلك حتى تبرأ ذمته، والآن كثرت وسائل الإعلام سواء المرئية أو المسموعة أو المكتوبة التي تتكلم عن الإسلام وعن الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا حجة لمن سمع عن ذلك ولم يتحرى الحق فيه.
ج4: الكفار الذين يحاربون المسلمين الآن يعلمون أنهم يحاربونهم من أجل الدين وليس لشيء آخر، ومن مات وهو يقاتل المسلمين فهو في النار لما ورد من الأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة، كما في قوله تعالى: [وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ](آل عمران الآية85).
ج5: لا حرج عليك في ذلك ما دمت تبتغي الوصول إلى الحق لتعمل به وتبلغه لغيرك، وأما إن كان لك مقاصد أخرى فأنت على نيتك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى)(رواه البخاري).
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.