السؤال رقم (752) : هل يجوز التفكير في علامات يوم القيامة والحديث عنها؟
الرجاء إفادتي.. علامات يوم القيامة.. هل يجوز التفكير فيها والحديث عنها؟ فأنا أفكر في هذه الأمور بشكل غير عادي.. دائما أتحدث عنها.. وأبحث في الانترنت..حتى أني أشعر بالرعب والهلع.. وأخبروني الأصدقاء بأن ما أفعله “حرام”؟
الرد على الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأولاً: التفكير في اليوم الآخر من الأمور المطلوبة للمسلم لكونه عاملاً مؤثراً في لزوم صراط الله المستقيم والبعد عن المعاصي والذنوب، وقد ذكر الله تعالى يوم القيامة في آيات كثيرة في كتابه إنذاراً وتحذيراً وتخويفاً لكي يتزود المسلم بما يقربه إلى ربه، كما في قوله تعالى:[وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ](البقرة: الآية281)، وقوله [رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ](النور: الآية37). والآيات في ذلك كثيرة. وعن أنس رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط فقال: (لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً، فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوهم ولهم خنين)(متفق عليه)، وفي رواية: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحابه شيء فخطب، فقال:(عرضت عليَّ الجنة والنار فلم أرى كاليوم في الخير والشر، ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً)، فما أتى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أشد منه غطُّوا رؤوسهم ولهم خنين).
فإذا كان التفكير في يوم القيامة مما يعين على القيام بما أوجب الله، وترك ما حرمه فهذا هو المطلوب، أما إذا كان التفكير في ذلك يجعل صاحبه يهمل أهله وأولاده ويترك العمل الذي يعفه عن الناس، ويترك مخالطة الناس فهذا خطأ، والوسط عند المسلم أن يكون خوفه عاملاً مساعداً على القيام بالواجبات وترك المحرمات، وعاملاً أيضاً على عدم ضياع حقوقه نفسه وأهله ومن يقوم عليهم.
وثانياً: لا ينبغي للمسلم أن يتقوّل على الله بغير علم لقول الله تعالى: [وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمْ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ](النحل: الآية116)، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم (من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)(رواه البخاري ومسلم). فمن قال: هذا حرام لما أحل الله، أو قال: هذا حلال لما حرم الله فهو آثم، ويجب عليه أن ينزه لسانه عن الخوض فيما ليس له به علم لأنه سيقف بين يدي الله تعالى ويسأل عما تلفظ به، لقول الله تعالى [وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً](الإسراء: الآية36). أسأل الله تعالى أن يأخذ بأيدينا وأيديكم لما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.