السؤال رقم (746) : كيف يتوب وهل يترك زواجه سواءً كان قبل الردة أو بعدها ؟
السلام عليكم يا شيخ .. سؤالي عن شخص تلفظ بألفاظ ردة وفعل أفعالا واعتقادات مخرجة من الملة وعليه حقوق لله والناس قد لا يستطيع ذكرها جميعا كيف يتوب وهل يترك زواجه سواءً كان قبل الردة أو بعدها وكيف يكون موحدا بالاعتقاد وكيف يندم؟ وجزاكم الله خيرا.
الرد على الفتوى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالردة ذنب عظيم، وهي الإتيان بقول أو فعل أو اعتقاد ينافي الإسلام، ومن أتى بأسبابها خرج عن الملة. وحكم من ارتد عن الدين القتل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم (من بدل دينه فاقتلوه)(رواه البخاري وأحمد)، وقوله صلى الله عليه وسلم (لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزاني، والتارك لدينه المفارق للجماعة)(رواه البخاري ومسلم). ومن وقع في ذلك فعليه بالتوبة النصوح والعزم على عدم العودة، والندم على ما صدر منه، وليعلم أن الله يقبل توبة التائبين مهما بلغت ذنوبهم، قال تعالى:{ قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزمر: 53)، وقال تعالى:{ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنْ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} (الشورى: 25)، وقال صلى الله عليه وسلم (الإسلام يهدم ما كان قبله والتوبة تهدم ما كان قبلها)(رواه أحمد). وعليه أن يغتسل وينطق الشهادتين بنية الدخول في الإسلام والتوبة عما سلف من الكفر والردة. وأن يبتعد عن الأسباب المؤدية للردة والوقوع في كبائر الذنوب، وأن يكثر من ذكر الله تعالى وتسبيحه وتحميده، ويكثر أيضاً من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وتلاوة القرآن بتدبر وحضور مجالس العلم، وسماع الدروس المفيدة، وتعلم الأمور الشرعية. والمرتد لا تحل له زوجته، فإذا عاد إلى الإسلام جاز له الرجوع إليها بعقد جديد.
ومع ذلك فإني أخشى أن يكون كلامكِ من باب الوسواس والخطرات، فهذه لا حدود لها، ولا يترتب عليها شيء ما لم يتكلم أو يفعل. والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.