السؤال رقم (745) : والدي يتعامل بالسحر فهل يجوز لي مقاطعته ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا فتاة أبلغ من العمر 18 عاما، منذ صغري وأنا أسكن في بيت جدي مع أخوالي وخالاتي حتى أستطيع الذهاب إلى المدرسة؛ لأن والدي رفض إيصالي إلى المدرسة، علما بأنه رفض أن أدرس أساسا. عندما بلغت الحادية عشر من عمري أتت والدتي لتعيش في منزل جدي؛ أي أنها أرادت الانفصال من والدي، علمت فيما بعد أنها أرادت الانفصال لأسباب؛ ومنها: أنه يعمل السحر. مما جعلني أتأكد من هذا فيما بعد: أنه كان لديه كتب لتعليم السحر، وهو أيضا قالها مرات ضمن كلامه دون انتباه. أنا أعيش مع والدتي في بيت جدي، وإخوتي يعيشون مع والدي. في بداية انفصالهما كنت أتحدث إليه إذا أتوا إخوتي لزيارتنا، وبعدها تدريجيا أصبحت لا أقابله بل أتحدث إليه عبر الهاتف فقط، ثم تدريجيا أصبحت لا أقابله ولا أتحدث إليه ولا أتعامل معه أبدا، ولا آخذ شيئا يرسله لي مع إخوتي (فأهلي يمنعونني عن ذلك؛ خوفا من السحر)، علما بأنه ما كان ينفق عليّ أبدا في السابق قبل انفصالهما، ولا يعني هذا أنه ينفق علي الآن، بل يرسل لي فجأة (عباءة مثلا أو مشروبات وهكذا)، أؤكد: (فجأة) وليس حتى أحيانا. فهل يجوز لي هذا؟ أنا لا أتعامل معه لأنه يعمل السحر، والتعامل مع الساحر حكمه معروف. ومن جهة أخرى هو والدي، فهل يجوز لي مقاطعته؟ صار لي الآن خمس أو ست سنوات على مقاطعتي له، وأهلي يرون هذا بحجة أنه ساحر، وقد اقتنعت بذلك، لكن معلمتي لها رأي آخر، ألا وهو: صحيح أنه ساحر إلا أنه في النهاية يبقى والدي، والوالدين حتى وإن كانا كافرين لا نقاطعهم، صرت حائرة بين الأمرين، لكن في النهاية معلمتي هي من أشارت علي بالاستفتاء -فجزاها الله خيرا-. أوضح: أنا لا أقصد بهذا تكفير المعين؛ فهذا لا شأن لي فيه، لكن ما هو حدود تعاملي مع والدي؟ علما بأنني لم أكمل دارستي؛ لأنه رفض إعطائي (بطاقة هويتي) بسبب عيشي مع والدتي. ودوما ما يهددني بقوله: “باب العلم مغلق في وجهك ما دمت تعيشين مع والدتك”، فهو يعلم جيدا أنني أحب الدراسة كثيرا، ولهذا يريد أن يضعفني بها، لكنني أعلم جيدا أن رزقي بيد الله. ودوما ما كان يقول لي عندما كنت أتحدث إليه: “أخوالك وخالاتك لن يتمكنوا من الزواج ولن يتزوجوا”، بمعنى أنه يمكنه منع زواجهم، لكنهم الآن قد تزوجوا ولله الحمد، وأعلم جيدا أن هذا ليس بيده بل بيد الله. أفيدونا جزاكم الله خيرا ..
الرد على الفتوى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالواجب عليكِ أختي الكريمة برُّ والدكِ بقدر استطاعتكِ، وحسب ما يتيسر لكِ، وبدون أن يترتب على ذلك أضرارٌ لكِ لقوله تعالى:{ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً..}(لقمان: 15).
أما إذا ترتب على برِّك له أضرارٌ شرعية أو بدنية أو أي شيء آخر فلا حرج عيكِ أن تبتعدي عنه كفًّا لشره وحفظاً لنفسكِ ولدينكِ مع أداء حق البرِّ بأي وسيلة لا تعود عليكِ بالضرر.
وفقنا الله وإياكم لكل خير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.