السؤال رقم (773) : ما هو أصل الحسد، وكيفية غسل الحاسد لإذهاب الحسد عن غيره ؟ بتاريخ 1 / 3 / 1436هـ
ما حقيقة تغسيل الحي الحاسد للناس لأجل إذهاب هذا الأمر منه؟ وهل له أصل؟ وشكرا
السائلة: شذا
الرد على الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالحسد قد وردت فيه الأدلة الصحيحة الصريحة من الكتاب والسنة، ومن ذلك قوله تعالى:{ وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ..}(القلم: 51)، ومعنى يزلقونك: أي يحسدونك، كما قال بذلك أهل التفسير، وأيضاً في قوله تعالى:{أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ..}(النساء: 54)، وقوله:{ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ..}(البقرة: 109)، وقوله في سورة الفلق {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}(الآية: 5).
ومن السنة قوله صلى الله عليه و سلم (لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا)(رواه مسلم)، وقوله صلى الله عليه وسلم (دبَّ إليكم داء الأمم قبلكم البغضاء والحسد هي الحالقة، حالقة الدين لا حالقة الشعر)(رواه الترمذي، وأحمد، وحسنه الألباني).
وأصل الحسد كما جاء في كتاب الله تعالى عن حسد إبليس لآدم، وحسد قابيل لأخيه هابيل.
وجاء في قوله صلى الله عليه وسلم (العين حق، ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين)(رواه مسلم)، وفي حديث آخر:(إن العين لتدخل الرجل القبر والجمل القدر)(رواه أبو نعيم، وحسنه الألباني).
وورد في العلاج من الحسد ما رواه أحمد ومالك والنسائي وصححه الألباني عن سهل بن حنيف أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج وسار معه نحو مكة حتى إذا كانوا بشعب الخرار (اسم موضع)، من الجحفة اغتسل سهل بن حنيف، وكان رجلاً أبيض حسن الجسم والجلد، فنظر إليه عامر بن ربيعة أحد بني عدي بن كعب وهو يغتسل فقال: ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة، فلبط سهل، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل: يا رسول الله، هل لك في سهل والله ما يرفع رأسه، قال: هل تتهمون أحداً؟ قالوا: نظر إليه عامر بن ربيعة، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامراً فتغيظ عليه، وقال: علام يقتل أحدكم أخاه، هلا بركت، ثم قال له: اغتسل له، فغسل وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح ثم صبَّ ذلك الماء عليه يصبه رجل على رأسه وظهره من خلفه ثم يكفأ القدح وراءه، ففعل به ذلك، فراح سهل مع الناس ليس به بأس). فعلى المسلم أن يتحصن بالله تعالى، وذكره، وبالأوراد الشرعية، وكلما كان أكثر توكلاً على الله، ملتزماً هدي النبي صلى الله عليه وسلم كان أبعد الناس عن الإصابة بالعين بإذن الله تعالى. أسأل الله جل وعلا أن يحفظنا وإياكم وجميع المسلمين من كل سوء ومكروه، وصلى الله عليه وسلم على نبينا محمد.