السؤال رقم (765) : القرآن الكريم هو كلام الله تعالى وأنه غير مخلوق
هل فعلا أن القرءان الكريم خلق قبل السماوات و الأرض ؟
السائلة : ندى اليعقوبي
الرد على الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله : أما بعد:
فأولا : أيتها الأخت الفاضلة : اعلمي أن القرآن الكريم هو كلام الله تعالى وأنه غير مخلوق .
بمعنى : أن الله تعالى تكلم بالقرآن ، وسمعه منه جبريل عليه السلام ، ونزل به على النبي صلى الله عليه وسلم ، وبلغه إياه .
وصفات الله تعالى كلها غير مخلوقة ، فهي أزلية لا أول لها . وكلام الله من هذه الصفات ، ومنه القرآن . فلذلك قال العلماء : إن القرآن غير مخلوق ، لأنه كلام الله الذي هو صفة من صفاته .
أما أفعال العباد : فمخلوقة ، قال الله تعالى : ( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ) الصافات/ 96 .
فهاهنا أمران ينبغي التمييز بينهما :
الأول : كلام الله جل وعلا ، الذي تكلم به ابتداء ، وسمعه منه جبريل عليه السلام ، ونقله إلينا النبي صلى الله عليه وسلم : فهذا صفة الله ، غير مخلوقة ، بحروفه ، وكلماته ، وكذا صوته الذي تكلم الله به ابتداء ، وسمعه منه جبريل عليه السلام .
فهذا كله : كلام الله غير مخلوق منه شيء ، كيفما كتب ، أو تلي ، أو سمع .
والثاني : عمل العبد ، الذي هو وعاء الذي يحمل به كلام الله ، فيكتبه في كتاب ، ويقرؤه ، ويسمعه ، وكل ما كان من العبد وعمله : فهو مخلوق .
فيد العبد مخلوقة ، والمداد الذي يكتب به : مخلوق ، والأوراق التي يكتب فيها : مخلوقة ، ولسان العبد : مخلوق ، وصوته الخاص به : مخلوق ؛ وكل هذه أوعية ، يحمل بها العباد كلام الله ، وينقلونه ، ويبلغونه .
فالحاصل أن الاعتقاد الواجب نحو القرآن وهو الذي عليه أهل السنة والجماعة ودل عليه الكتاب والسنة – أن القرآن كلام الله حقيقة ، حروفه ومعانيه ، منزل غير مخلوق ، منه بدأ وإليه يعود ، وهو كلام الله تعالى ، حيث تلي وحيث كتب ، قال الله تعالى : ( فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ * مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ ) عبس/13، 14 ، وقال سبحانه : ( رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ ) البينة/ 2 ، 3 . فالقرآن الذي نقرؤه هو كلام الله تعالى ، وإنما نقرؤه بحركاتنا وأصواتنا ، فالكلام كلام الباري والصوت صوت القاري.
والله أعلم . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.