السؤال رقم (435) : وصلت لمرحلة كره تام للحياة فماذا أفعل؟. 21 / 5 / 1429
السلام عليكم ورحمة الله ..
لست بكافرة بل مسلمة وعلى مذهب أهل السنة و الجماعة، لا أستمع للموسيقى والغناء ولا أشاهد التلفاز والأشياء الخليعة… عمري 22 سنة .. طالبة مع ذلك منذ 3 أسابيع و بشكل مفاجئ وصلت لمرحلة كره تام للحياة، لا أريد أن أعيش وكذلك لا أريد أن أموت.. لا أريد أن يتجاوز دوري في الحياة كمشاهد يرمق العالم بناظريه، لا أريد أن أتزوج و لا أتعلم أريد الحياة أن تتوقف، كرهت النظام والاتزان انتقلت لعالم اللامبالاة وصلت لمرحلة كره للصلاة، لا أريد أن أصلي أي والله، دائما ما أحدث نفسي بأنه ستكون الحياة أفضل بلا الصلاة، أنا والحمد لله أصليها ولكن منذ 3 أسابيع لا أريد أن أصليها لدرجة أني أؤخرها، يضيق صدري كلما دخل وقتها وحان لدرجة أني قد أتشاجر مع من حولي بسببها ويهدأ روعي إذا صليتها مع العلم أني لا أقوم بها على الوجه الذي يليق بعظمة الله أحس أنها هم على قلبي ما عدت أقوى على كرهي لها أعجب من حال الناس معها وحالي أنا،، لا تقولوا لي أقرئي القرآن وكتب الشريعة وووو.. ، لأني بالفعل لا أريد ذلك وصلت لمرحلة صعبة أريد أن أصرخ في وجه الحياة لا أريد أن أعيش ولا أن أموت حتى الأكل قد أنتقم من نفسي وأمنعها منه وقد أنهال عليه آكل بلا شهية ولكن كمن يريد أن ينتقم من دنياه مع العلم أنه بفضل الله توفرت لي المعيشة المحترمة فأنا ألبس من أفضل الماركات العالمية وأصرف من الأموال ما أريد وأرتدي من الحلي الثمين وآكل من المطاعم العالمية وأعيش في أسرة سعيدة … صرت أخرج لأمتع نفسي لكن لا أستمتع، أكره الدنيا والحياة والناس صرت أفر للنوم حتى أني أنام أكثر من 15 ساعة في اليوم.. هل هي حالة نفسية أم ضعف إيمان أم ماذا؟ بالله عليكم أخبروني؟ السائلة: jomanh
الرد على الفتوى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فاعلمي أختي الكريمة أن الحياة مليئة بالهموم والأكدار، وأنها لا تصفو لأحد، وأن السعادة والنعيم في الجنة، فاعملي لها عسى أن نكون وإياكِ من أهلها، واحرصي على مدافعة الشيطان وما يورده عليكِ من أفكار ووساوس فهذا أحد مداخله، قال تعالى عن إبليس اللعين [إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ](فاطر)، وقال عنه أيضاً [يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ..](الأعراف)، فعليكِ بمجاهدته بالاستعانة بالله تعالى، والاستغاثة به، والإلحاح عليه أن يصرفه عنكِ، والاستعاذة بجنابه منه، وسوف يصرفه الله عنك بفضله وكرمه، قال تعالى [وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ] (الأعراف). وعليكِ بالإكثار من ذكر الله تعالى، وتلاوة القرآن، والمحافظة على الصلوات الخمس، والإكثار من النوافل وغير ذلك من الأعمال الصالحة ففي طاعة الله تعالى تنالين سعادتي الدنيا والآخرة.
وفقكِ الله لكل خير وأخذ بيدكِ إلى طريق الحق والرشاد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.