الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: فاعلم أخي الكريم أن الله جل وعلا أكرم هذه الأمة لتمسكها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى:(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ…) (آل عمران)، وقال صلى الله عليه وسلم:=والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يدي الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا.. (رواه أبو داود)، وإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو سفينة النجاة لهذا المجتمع، وهو من أفضل وأحب الأعمال إلى الله تعالى، وهو العامل الرئيسي في حفظ الأمة من الوقوع في مهالك المعاصي والذنوب، لأن الناس إن لم يجدوا من يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر انتشرت بينهم المفاسد والرذائل، وكثرت بينهم المنكرات، وهذه القضية التي ذكرتها لابد فيها من الرجوع للمسؤولين عن هذا الأمر، ولا يستطيع أحد أن يبت فيها إلا من يقومون على متابعتها والحكم فيها، وأما بالنسبة لوجود السائق مع المرأة وابنتها بدون محرم فهذا لا يجوز شرعاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم:=لا يخلون رجل بإمرأة إلا مع ذي محرم (رواه البخاري)، وأما موضوع استقدام هذا السائق عن طريق زوج المرأة فهذا لايبيح لهم معصية الله تعالى، ويعتبر هذا الرجل مسؤول أمام الله جل وعلا عن زوجته وأولاده لقول النبي صلى الله عليه وسلم:=كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته……، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته.. (رواه البخاري)، وهو آثم بفعله هذا أمام الله، وسيسأله الله تعالى عن هذه الأمانة التي ضيعها، ويجب عليه أن يتقي الله تعالى في زوجته وأولاده، وألا يبيح لهم الركوب مع السائق بدون محرم.
وفقك الله للعلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.