السؤال رقم (1851) : إن طلقني زوجي، ماذا لي، وماذا عليّ.
السلام عليكم ورحمة الله.. سعادة الشيخ الكريم.. أود سؤالك في أمر ضروري وأود سرعة الإجابة إن أمكن.. أنا زوجة منذ (24 سنة) ولي أربعة من الأبناء، منذ أن تزوجت واكتشفت أن زوجي يخونني، لم أستطع أن أواجهه لأنني كنت أخافه، ومرت السنين وكنت أكتشف المزيد من الخيانة، ولم أتكلم، ومرت الأيام وزادت حياتي عذاب، كنت كلما أخطأت كان يحبسني في غرفة في منزل أهله، وكان يسافر لمدة طويلة لأشهر حتى منزلي كان يمنعني من الذهاب إليه………… وبعد مواجهتي له أرسل رسالة لوالده أن لا يتدخل في هذا الموضوع لأنه قرر أن يطلقني، وهي الطلقة الثالثة لي، وبعد ذلك طلب أن أخرج من المنزل فلم يرضى ولدي الكبير، وقال: إن هذا منزلي ومهما حدث لن أخرج منه.. أريد أن أعرف إن طلقني ماذا لي وماذا عليّ، هل لي نفقة خاصة، أم يجب أن أخرج من المنزل؟ أرجوك أرجو الإجابة.. ولكم جزيل الشكر.
الرد على الفتوى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأولاً: اعلمي أختي الكريمة أن ما عانيت منه طيلة السنوات الماضية من زواجك كان ابتلاءاً وامتحاناً من الله ليرى صدق إيمانك وحسن ظنك به، ولكنك بدلاً من أن تلجأي إليه وتستعيني به في هذا البلاء وتكثري من دعائه حاولت مجاراة هذا الزوج العاصي لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم من أجل إرضائه، فكيف يليق بالمسلمة العاقلة أن توقع نفسها فيما يغضب الله من أجل أن تحافظ على زوجها،فلا يمكن أن يسعد الإنسان في حياته إلا بطاعته لله،وحسن توكله عليه، والتمسك بأوامره والبعد عن نواهيه، وما وقع في بيتك من هذه الأمور التي تغضب الله تعالى كانت شؤماً عليكم ولولا حلم الله على عباده لعجل لهم العقاب في الدنيا.
فعليك أولاً بالتوبة النصوح والاستغفار والندم على معصيتك له، وعليك بكثرة الدعاء أن يصلح الله أحوالكما وأن يرد إليك زوجك هادياً مهدياً، فالدعاء من أجل العبادات وأعظمها عند الله لقوله تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)(غافر:60)،وقوله:(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِ)(البقرة:186) فإذا أصلح الله حالكما فخير وبركة عليكما وعلى أولادكما، وإن تعذر استمرار الحياة الزوجية بينكما وطلقك زوجك فلك ولأولادك حق السكن والنفقة، فإن لم يتنازل لكم عن السكن ولم يعطكم نفقة فارفعي أمرك للمحكمة الشرعية في بلدك وهي تنظر في موضوعك. أسأل الله تعالى أن يصلح أحوالكما، وأن يؤلف بين قلوبكما، وأن يهدي زوجك وأن يرده إليك رداً جميلاً، وصلى الله على نبينا محمد.