السؤال رقم (1845) : كفارة جماع زوجتي في رمضان.
جزاكم الله خيرا، فضيلة الشيخ لقد أجبتوني عن سؤالي ولكن لم يتضح لي الجواب، لذا أرجوا الإيضاح بارك الله فيكم.. أنا مقيم بالرياض منذ 4 سنوات وكنت ذاهب في إجازة إلى الأردن في رمضان ونويت ألا أفطر وعند وصولي في اليوم التالي كان عصر أحد أيام رمضان فجامعت زوجتي بنية المداعبة فقط، ولكن لم أتمكن من الإمساك بالرغم من محاولتي لذلك وزوجتي لا علم لها بأي حكم لأنها أسلمت منذ فترة 6 شهور وهي ملتزمة بالصلاة وكذلك أنا ولله الحمد.. مختصر السؤال: وصلت من سفر في عصر يوم رمضان إلى الأردن وكنت صائم فجامعت زوجتي بنية المداعبة ولكن لم أستطع الإمساك بالرغم من المحاولة وعلمي أن الجماع غير جائز ولا علم لزوجتي بحكم ذلك، فماذا أفعل فجزاكم الله خيرًا؟
الرد على الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالواجب على المسلم ألا يعرض نفسه لما يوقعه في معصية الله تعالى، وأنت يا أخي الكريم خالفت أمر ربك بجماعك لأهلك في نهار رمضان ويلزم في حقك قضاء ذلك اليوم وكفارة الجماع في نهار رمضان وهي عتق رقبة، فإن لم تستطع فصيام شهرين متتابعين، فإن لم تستطع فإطعام ستين مسكينًا، وأما زوجتك إن كانت جاهلة للحكم فليس عليها شيء، والدليل على وجوب كفارة الجماع في نهار رمضان ما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:{بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكْتُ! قَالَ:{مَا لَكَ}، قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي وَأَنَا صَائِمٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:{هَلْ تَجِدُ رَقَبَةً تُعْتِقُهَا؟}، قَالَ: لَا، قَالَ:{فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟}، قَالَ: لَا، فَقَالَ:{فَهَلْ تَجِدُ إِطْعَامَ سِتِّينَ مِسْكِينًا}، قَالَ: لَا، قَالَ: فَمَكَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِعَرَقٍ فِيهَا تَمْرٌ ـ وَالْعَرَقُ الْمِكْتَلُ ـ قَالَ:{أَيْنَ السَّائِلُ؟}، فَقَالَ: أَنَا، قَالَ:{خُذْهَا فَتَصَدَّقْ بِهِ}.
هذا كله إن كنت مقيمًا في الأردن وهي محل إقامتك، أما إن كنت مسافرًا إليها وتعود منها إلى الرياض وسفرك إليها محدد بأيام دون الأربعة فهنا أنت مسافر ولك الفطر ولو لم تفطر في الطريق، وليس عليك شيء ولا على زوجتك إلا قضاء ذلك اليوم فقط. وفقك الله لكل خير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.