السؤال رقم (1872) : حكم الدين في قبول هذا الرجل كزوج.
السلام عليكم ورحمة الله..أنا فتاة متدينة والحمد لله وأحاول الالتزام جاهدة، وتقدم مؤخرا لخطبتي شاب مغترب وقد صارحني بعلاقاته السابقة وهو الآن عازم على الزواج من فتاة مسلمة متدينة بهدف الابتعاد عن المعاصي مع العلم أنه حالياً لا يصلي. أنا الآن محتارة في أمري لأن العبء سيكون ثقيلاً عليّ بعد الزواج حتى وإن احتسبت هذا لوجه الله إلا أني أخاف أن يعود للمعاصي بعد الزواج خاصة وأني لست متأكدة تماماً من امتناعه عنها حاليا. فأنا الآن أحب أن أعرف حكم الدين في القبول بهذا الرجل كزوج، و ما مدى نجاح زواج كهذا، و هل ما يقوم به من معاصي حالياً قد يعيق حتى صحة عقد الزواج منه؟ وكيف يمكن لي مسايرته للتدين؟ أفتوني مأجورين و السلام عليكم و رحمة الله.
الرد على الفتوى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إن لا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض)(رواه الترمذي، وحسنه الألباني في المشكاة ج2 رقم3090). وعلى ذلك يقاس الخاطب المتقدم لكِ، فإن كان معروفاً عنه الصلاح والاستقامة وحسن الأخلاق فهذا يوافق عليه، وييسر له الزواج ممن تقدم منها،وأما إن كان غير ذلك كما ذكرتِ في سؤالكِ فالأولى لكِ عدم قبوله لئلا يؤثر على دينكِ وآخرتكِ لقول الله تعالى(الزَّانِي لا يَنكِحُ إلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ)(النور:3).
ووصيتي لكِ الحرص على الزوج الصالح الذي يعينكِ على طاعة الله، ويكون نعم الزوج لـكِ، وتذكري قول الله تعالى:(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ)(الطلاق:2، 3). وعليكِ بلزوم الطاعة، وكثرة الدعاء، والعمل الصالح فهذا كله مما يكون سبباً إن شاء الله في تيسير زواجك بالرجل الصالح.
وفقكِ الله لكل خير ورزقكِ الزوج الصالح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.