السؤال رقم (186) : حكم اختلاط النساء بالرجال في الدورات التدريبية؟ : 1 / 11 / 1429هـ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين …السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. حضرت 3 دورات تدريبية في مركزين مختلفين في مدينة الرياض كمتطلب لعملي ..غير أني فوجئت في الأولى بطلب عدد من المتدربات أن يتم التقييم من قبل المدرب رغم وجود 3 مساعدات له بينهن.. وأنه معمول به في مدينة جدة مع احتشام المرأة أثناء ذلك!!
أما الثانية: فكانت في صالة كبيرة تضم كل المتدربين رجالاً ونساءً الفاصل بينهما قاطع ألمنيوم وبعد الاعتراض احتج المشرف بأن هذا تم بناءً على طلب المتدربات للاستفادة المباشرة من تطبيقات المدرب !!!في اليوم التالي تم الفصل بيننا والرجال بقاطع ارتفاعه أعلى كثيراً غير أن الوضع لا زال تحت مرأى المدرب ومباشرته وإن بعد عنا مسافة 3 أمتار تقريباً مع احتشام كثير منا ..في المركز الآخر تم التدريب في مكانين منعزلين غير أن المطالبة قائمة حول ذلك المطلب ولا أخفيكم أن إحدى المتدربات قد صورت نفسها أثناء التقييم كاشفة وجهها بحجة جواز ذلك للحاجة !!! وقامت بإرساله للمدرب ليقيمها ..شيخنا إنا لنرجو أن لا تكون هذه الأمور خطوة للاختلاط على حساب زعم تطوير الذات ..!! وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه آآآآآآآآآآآآمين.
الرد على الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد دلت النصوص الشرعية من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على تحريم الاختلاط وتحريم جميع الوسائل المؤدية إليه قال الله جل وعلا:{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}(الأحزاب). وقال:{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}(الأحزاب)، وقال تعالى:{وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}، وقال تعالى [قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا..](النور)، وصح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال:(مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ)(رواه البخاري)، وقال:(..فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِى إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِى النِّسَاءِ)(رواه مسلم)، وقال (لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ)(رواه البخاري)، لذا فقد نهى الإسلام عن الخلوة بالمرأة الأجنبية على الإطلاق إلا مع ذي محرم وعن السفر إلا مع ذي محرم سداً لذريعة الفساد وإغلاقاً لباب الإثم وحسماً لأسباب الشر وحماية للنوعين من مكايد الشيطان، وحرّم عليها مخالطة الرجال الأجانب لئلا تُعَرِّضَ نفسها للفتنه بطريق مباشر أو غير مباشر، وأمرها بالقرار في البيت وعدم الخروج منه إلا لحاجة مباحة مع لزوم الأدب الشرعي. ومثل هذه الدورات التي يسمح بها في مثل هذه الأمور بادرة خطيرة ومدخل من مداخل الشيطان على هؤلاء، فلا حاجة للاختلاط ولا حاجة لأن يقف الرجل أمام النساء، والوسائل الحديثة تحقق ما يحتاجون إليه وزيادة، ولا زالت الجامعات المحافظة يلقي فيها الرجال على النساء لكن مع وجود الحشمة والمحافظة على الآداب الشرعية. فوصيتي لهؤلاء الذين يقومون على مثل تلك الدورات أن يتقوا الله تعالى، وأن لا يفتحوا على الناس باب شر، وأن يتعاونوا على الخير والبعد عما فيه معصية لله تعالى، وعلى أولياء أمور هؤلاء النسوة أن يتقوا الله تعالى فيهن، وأن يحرصوا على عدم إشتراكهن في مثل تلك الدورات حفاظاً عليهن من فتنة الاختلاط. أسأل الله تعالى الهداية للجميع، وأن يحفظ نساءنا من كيد الكائدين وعبث العابثين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.