السؤال رقم (1884) : حكم خروج المرأة بدون إذن زوجها مع إذن والديها لها
حفظكم الله لدي زوجه وضعتها أنا في بيت أهلها في مرتين متفرقتين ولكن المرة الأولى كان لخلاف بيننا ولم تكمل 24ساعة في بيت أهلها من الخلاف ومن ثم خرجت معهم دون إذني وفي المرة الثانية لا يوجد أي خلاف ولكن كررت خروجها مع أهلها دون إذن مني وهي تعلم مدى غضبي الشديد من ذلك التصرف السيئ علماً بأنها قالت أنه في كل المرتين كان أبوها وأمها طلبوا منها الخروج معهم ولكن في تصوري أنها معصية طاعتهم في مقابل غضبي منها ما حكم تصرفها هذا وبماذا تنصحوني تجاه هذه الإنسانة التي تعتقد أن اهتمامي بها هو مجرد تعقيد وتقييد؟
الرد على الفتوى
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين، أما بعد:
فأولاً: نقول لهذه المرأة إن طاعة الوالدين واجبة في غير معصية الله تعالى هذا في الأصل، لكن الحقوق تختلف مراتبها، باختلاف أحوال المكلف، فطاعة الوالدين في المعروف واجبة على أولادهما فيما لا معصية فيه لله، وهي مقدمة على طاعة كل أحد إلا الزوج، فإذا انتقلت البنت إلى عصمة زوجها صار زوجها أملك لها من أبويها، فكانت طاعتها له أقوى وأولى من طاعة والديها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في الفتاوى: (المرأة إذا تزوجت، كان زوجها أملك بها من أبويها، وطاعة زوجها عليها أوجب)انتهى.
وقال أيضاً:(فليس لها أن تخرج من منزله إلا بإذنه، سواء أمرها أبوها، أو أمها، أو غير أبويها، باتفاق الأئمة) انتهى.
ثانياً: نقول لكِ: عليكِ بالسعي لحل المشكلة معها بما يضمن عودة الأمور إلى سابق عهدها من الود والوفاق، لا أن تزيد الأمر توتراً وخلافاً، فالزوج العاقل يحرص على بيته وزوجته ويكون حكيماً لبقاً صبوراً حليماً كريماً، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا، وعلى أهلها أن يحرصوا على مصالحة ابنتهم مع زوجها لا أن يكونوا هم جزءًا من المشكلة، لأنهم بذلك يعدون مخببين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:(ليس منا من خبب امرأة على زوجها)(رواه أبو داود).
واعلم أن أهم ما يسعى إليه الشيطان هو التفريق بين الزوجين: ففي صحيح مسلم من حديث جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيئ أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئاً، ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه ويقول: نعم أنت) قال الأعمش: أراه قال فيلتزمه. واعلم أخي رعاك الله وحفظك من كل سوء أن ما يقع للمرء من مضايق ومكدرات يكون بسبب معصيته لربه، حتى قال أحد السلف: أرى أثر معصيتي في خلق زوجتي وتعثر دابتي. والله تعالى أعلم.