السؤال رقم (1913) : طبيعة عملي توجب عليّ الخلوة مع الممرضات الأجنبيات والسعوديات فما الحكم؟
أنا رجل أعمل سائقاً في إسعاف لإحدى المستشفيات، وطبيعة عملي توجب عليّ الخلوة مع الممرضات الأجنبيات والسعوديات، وذلك في نقل مريض إلى مستشفى عام يبعد حوالي (50) كيلو متر، فأذهب أنا والممرضة والمريض المصاب في منتصف الليل، ثم أعود أنا والممرضة لوحدنا، وأحياناً أقوم بتوصيلها إلى بيتها أو إلى المطار؟
ما الحكم في ذلك، وهل يجب عليّ ترك عملي إذا لم أجد سواه، مع العلم أني أب لأسرة؟
الرد على الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: إن اختلاط النساء بالرجال في مجال الأعمال فتنة عظيمة، ولا يعرفها إلا من سمع عن الشعوب التي تختلط رجالها بنسائها ماذا يحصل من الفتن؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:خير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها..(رواه مسلم في صحيحه)، مع أنهم مجتمعون في عبادة واحدة وهي الصلاة، فرغب النبي صلى الله عليه وسلم في ابتعاد المرأة عن الرجل، وجعل آخر الصفوف للنساء هو الخير، وهذا هو الدليل الذي يدل على أن الدين الإسلامي يحبذ ابتعاد النساء عن الرجال، لذلك فلا يجوز لك أن تخلو بأي امرأة كانت، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم(رواه البخاري)،وقوله صلى الله عليه وسلم:لايخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما( الترمذي في الفتن(2165)، وأحمد(1/18، 26) من حديث بن عمر، وأحمد (3/339) من حديث جابر، (3/446) من حديث عامر بن ربيعة)، وحيث أن وضع عملك يتحتم عليك ذلك فعليك بالنصح للمسؤولين عن العمل في الإتيان برجل لرفقتك في عملك بدلاً عن النساء، وخاصة أثناء الحوادث البعيدة عن البلد، ونصيحتي لك أن تبحث عن عمل ليس فيه اختلاط، وإن كنت لا تستطيع أن تجد عملاً آخر فعليك أن تتقي الله بقدر استطاعتك، واعلم بأن الله رقيب عليك في حركاتك وسكناتك، ويعلم ما يدور في نفسك، فاحذر من معصيته، واعمل بما يرضيه عنك، وتذكر قوله تعالى:[أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ](المجادلة:7).
وفقك الله لكل خير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.