السؤال رقم (71) : الغش في الامتحان، ووقوع أمي وأخواتي في المعاصي.. ماذا أفعل معهم؟بتاريخ 26 / 1 / 1428هـ
السلام عليكم .. لي سؤالين:
(1) أنا أظن أنني قد غشيت في امتحان الكلية وأريد التوبة منه، فهل مالي الذي آخذه حرام؟ مع العلم أن نتائج الاختبار طلعت فهل يكفي التوبة والإقلاع والندم؟
(2) أخواتي يرتكبون بعض المعاصي ووالدتي كذلك، ولا يفيد أنصح لهم مع محاولاتي حتى أنني بدأت أزحف نحوهم ثم أعود ماذا أفعل معهن؟ هل يكفي الإنكار بالقلب والدعاء؟
الرد على الفتوى
الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فيجب عليك أخي الكريم أن تتوب وتستغفر من هذا الذنب، وتصدق مع الله في عدم العودة إليه مرة أخرى، ولا حرج عليك في إكمال دراستك والعمل بما تحصل عليه من الشهادة، ويكفيك كما ذكرت لك التوبة والاستغفار، والمال الذي تعمل به حلال وليس فيه شيء إن شاء الله، ووصيتي لك بتقوى الله والعمل بما يرضيه فلا تنال السعادة والراحة في الدنيا والآخرة إلا بذلك، واحرص على الرزق الحلال الطيب فهو بركة عليك في العاجل والآجل.
وأما وقوع والدتك وأخواتك في بعض المعاصي فعليك بالإنكار عليهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم:(من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)(رواه مسلم)، ويكون ذلك برفق وحكمة لقول الله تعالى:[ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ](النحل:125)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم:(إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه)(رواه مسلم).
وعليك بالنصح لهم وتذكيرهم بأوامر الله، وتحذيرهم من عذاب الله، وعليك بالصبر في ذلك، فالصبر يعقبه النصر على النفس والشيطان، وعليك بعدم مشاركتهم فيما يقعون فيه بل تتجنبهم حتى لا توقع نفسك فيما يغضب الله، فإذا فعلت ذلك ورأوا أنك تشاركهم في معصية الله فلن يستجيبوا لنصيحتك.
وعليك بالدعاء لهم بالهداية والصلاح فالدعاء سلاح عظيم، وحاول أن تتقرب إلى والدتك، وأن تحسن إليها، وتكثر من برِّها، وأن تعمل كل ما في وسعك من أجل إرضائها فعسى الله تعالى أن يشرح صدرها فتستجيب لك فيما تنصحها به، وأن تكون عوناً لك بعد الله في إصلاح حالهم. نسأل الله تعالى أن يهدينا وإياكم سواء السبيل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.