السؤال رقم (84) : (حول الأكل باليسرى، وعدم السلام على المحارم، وحديث بشر المشائين في الظلم) بتاريخ : 16 / 1 / 1428 هـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته… وبعد:-
جزاكم الله عنى خير الجزاء.
لدي سؤالين يا شيخ وأتمنى منك أن تجيبني:
س1/ سمعت من جدتي أنه إذا سقط من يد الشخص لقمه من الأكل فإنه يأخذها بيسراه ويأكلها ليغيظ الشيطان وعندما أنكرت عليها أصرت بشدة وقالت أنني جاهل فهل كلامها صحيح أم هي مخطئه؟
س2 / تقول جدتي أنه لايجوز السلام على المحارم كالأخت والأم إلا بتقبيل الرأس فقط فما صحة هذا القول؟
س3 / قال صلى الله عليه وسلم (بشر المشائين إلى المساجد في الظلم بالنور التام يوم القيامة) فهل يقاس على ذلك المشائين إلى المساجد في البرد بالدفء التام يوم القيامة؟ وشكراً لك.
الرد على الفتوى
الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ج1ـ فالوارد من سنة النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه، فإذا سقطت من أحدكم لقمة فليمط ما كان بها من أذى ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان..)(رواه مسلم)، فهذا الحديث بيَّن فيه النبي صلى الله عليه وسلم أن المسلم إذا وضع طعامه ليأكله حضره الشيطان ليشاركه طعامه إذا لم يسمِّ الله، وبيَّن أنه إذا سقطت منه لقمة فعليه أن يأخذها مرة أخرى ويميط عنها ما علق بها من تراب وغيره، ثم ليأكلها ولا يتركها للشيطان، وأما ما ذكرتُه جدتك من أن المسلم يأخذ هذه اللقمة التي تسقط منه ويأكلها بشماله ليغيظ بها الشيطان فهذا لم ترد به السنة بل هو مخالف لها لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالأكل باليمين ونهى عن الأكل بالشمال لقوله صلى الله عليه وسلم:(لا يأكلن أحدكم بشماله ولا يشربن بها فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بها)(رواه مسلم). وأوصيك أخي الكريم بالرفق بها في تعليمها السنة الصحيحة وخاصة أنها قد تربت منذ نشأتها على ذلك.
ج2ـ وأما قولها أنه لا يجوز السلام على المحارم كالأخت والأم إلا بتقبيل الرأس فقط فهذا لم يرد به الدليل، وربما يكون عرفاً يعمل به في بعض البلدان ولا حرج في ذلك ما دام أنه لا يخالف الشرع، ولكن تقبيل الأم جائز على رأسها وعلى يديها وغير ذلك، فالأم مكانتها عالية وحقها عظيم، وأما الأخت فالأولى تقبيلها على الرأس إن كانت بالغة، ولا حرج من تقبيلها على خدها إن كانت صغيرة.
ج3ـ وأما قولك: وهل يقاس على بشارة المشائين إلى المساجد في الظلم بالنور التام يوم القيامة قولنا: (وبشر المشائين إلى المساجد في البرد بالدفء التام يوم القيامة) فهذا قياس خاطىء لوجوه منها:
أولاً: أن المؤمن لحرصه على طاعة الله تعالى في الدنيا وخروجه لصلاة العشاء والفجر بالرغم من الظلام الحالك، وقلة الصاحب، ووجود الدواب المؤذية، والطرق غير المعبدة فإنه يعوض يوم القيامة بتمام نوره على الصراط عندما تنطفىء أنوار المنافقين، وهذا من تمام نعمة الله عليه.
وثانياً: أن يوم القيامة لا يحتاج العبد للدفء فيه، لأن يوم القيامة يمر العباد بمراحل كثيرة في بداية البعث وحشر النار لهم كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وقرب الشمس من رؤوس العباد قدر ميل، ومرور الناس على الصراط وتحتهم جهنم تشتعل ناراً، إنما يحتاج للنجاة من هذه الكربات والشدائد، ولن ينجو من هذه الكروب إلا من كان متمسكاً بكتاب ربه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم عاملاً بهما. نسأل الله السلامة والعافية لنا ولجميع المسلمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.