السؤال رقم (4270) : قراءة القرآن بقراءة الشيخ عبد الباسط، وقول: صدق الله العظيم.
نص السؤال:ما حكم قراءة القرآن مثل ما قرأه الشيخ عبد الباسط عبد الصمد في إذاعة القرآن الكريم؟ وما حكم اختتام القراءة بـ (صدق الله العظيم)؟
الرد على الفتوى
الإجابة: اتفق الفقهاء على استحباب تحسين الصوت بقراءة القرآن لقول الله تعالى:[ورتل القرآن ترتيلاً](المزمل:4)، وقوله :(ما أذن الله لشيء، ما أذن لنبي حسن الصوت، يتغنى بالقرآن يجهر به) (رواه البخاري)، والآيات والأحاديث في هذا الباب كثيرة، ولكن إن كانت القراءة بالألحان فلها حالتان: الأولى: أن يكون التلحين مفرطاً بحيث يترتب عليه إخراج القرآن عن صيغته بإدخال حركات فيه أو إخراجها، أو قصر ممدود، أو مد مقصور، أو يحول الحركات إلى حروف أو نحو ذلك فهذا محرم على الراجح من كلام أهل العلم.
والثانية: أن لا يكون التلحين مفرطاً بحيث لا يترتب عليه إخراج القرآن عن صيغته لا بإدخال حركات فيه، ولا بإخراج حركات منه، ولا مد مقصور، ولا قصر ممدود، ولا تحويل الحركات إلى حروف، فإن كان الغرض من ذلك الاتعاظ والاعتبار وفهم المعاني ونحو ذلك فهذا لا بأس به، بل هو مستحب.
وإن كان الغرض من التلحين الطرب والتسلية لا الاتعاظ والاعتبار، أو يكون غير متناسب مع المعنى، فهذا مكروه.
وأما اعتياد الناس أن يأتوا بقولهم:[صدق الله العظيم] عند الانتهاء من قراءة القرآن الكريم لا نعلم له أصلا ولا ينبغي اعتياده ، بل هو على القاعدة الشرعية من قبيل البدع إذا اعتقد أحد أنه سنة فينبغي ترك ذلك ، وأن لا يعتاد ذلك .
وأما الآية: [قُلْ صَدَقَ اللَّهُ] فليست في هذا الشأن، وإنما أمره الله أن يبين لهم صِدق الله فيما بيّنه في كتبه العظيمة من التوراة وغيرها ، وأنه صادق فيما بينه لعباده في التوراة والإنجيل وسائر الكتب المنزلة، كما أنه صادق سبحانه فيما بينه لعباده في كتابه العظيم القرآن، ولكن ليس هذا دليلا على أنه مستحب أن يقول ذلك بعد قراءة القرآن أو بعد قراءة آيات، أو قراءة سورة، وليس هذا ثابتا ولا معروفا عن النبي ولا عن صحابته ـ رضوان الله عليهم ـ.ولما قرأ ابن مسعود على النبي أول سورة النساء حتى بلغ قوله تعالى [فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا] قال له النبي حسبك، قال ابن مسعود : فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان ـ عليه الصلاة والسلام ـ، أي يبكي لما تذكر هذا المقام العظيم يوم القيامة وهو المذكور في هذه الآية العظيمة وهي قوله سبحانه: [فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ] أي : يا محمد [عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا ]أي: على أمته عليه الصلاة والسلام . المقصود أن زيادة كلمة: [صدق الله العظيم ] عند نهاية القراءة ليس لها أصل في الشرع .
فالمشروع تركها تأسيا بالنبي وأصحابه رضي الله عنهم، أما إذا فعلها الإنسان بعض الأحيان من غير قصد فلا يضر ، فإن الله صادق في كل شيء سبحانه وتعالى، لكن اعتياد ذلك بعد كل قراءة كما يفعله كثير من الناس اليوم ليس له أصل كما تقدم.