السؤال رقم (4243) : سماع الأناشيد الإسلامية.
نص الفتوى: س4: ما حكم سماع الأناشيد الإسلامية وبكثرة؟ لأننا نلاحظ تعلق بعض الفتيات ببعض المنشدين، وقد طغت على قلوبهن، وإحداهن تقول لي أنها إذا سمعت الأناشيد أنها لابد وأن ننسى بعض الآيات التي حفظناها؟ وهل صحيح أن هذه الأناشيد من بدع الصوفية؟ لأن إحداهن عندما أخبرتها بذلك قالت: كان رسول الله وفي زمانه تقال الأناشيد وهي تقصد بذلك (أنجشة) عندما قال له المصطفى :
(رفقاً بالقوارير يا أنجشة)، وأخذتها حجة لها لا عليها، ونقول أن بعض الأناشيد فيها من المواعظ ما يستفيد منها الإنسان في حياته؟ أرجو من سماحتكم الإجابة على تلك الأسئلة لا حرمكم الله الأجر، ونفع بكم وبعلمكم المسلمين عامة…. اللهم آمين.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرد على الفتوى
الإجابة: الأناشيد تختلف؛ فإذا كانت سليمة ليس فيها إلا الدعوة إلى الخير، والتذكير بالخير، والتذكير بطاعة الله تعالى ورسوله ، والثناء على الله تعالى وحمده وشكره على نعمه، والتذكير بالآخرة وبالجنة والنار، والدعوة إلى حماية أراضي المسلمين من كيد الأعداء والاستعداد لهم، ونحو ذلك فليس فيها شيء؛ وأما إذا كانت الأناشيد فيها دعوة إلى المعاصي، وتدخل فيها المحرمات من آلات الطرب والكلام الفاحش، واختلاط الرجال بالنساء، فهذا كله من الفساد المنهي عنه، فلا يجوز استماعها والبعد عنها أسلم للقلب والنفس.
والأولى لكل مسلم ومسلمة الاستماع إلى كلام الله جل وعلا ففيه الهدى والنور، وفيه الشفاء والرحمة، وفيه الترغيب والترهيب، وفيه القصص الرائع الجميل، وفيه جميل الآداب والأخلاق، وهو يحتاج منا إلى التدبر والتفكر، فمن اقبل عليه بقلبه وجوارحه وعمل بما فيه فاز بالحسنيين، كما قال تعالى:[فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً](طه:123، 124).
حفظنا الله وإياكم من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، وثبتنا على الصراط المستقيم في الدنيا والآخرة وصلى الله وسلم على نبينا محمد.