السؤال رقم (4233) : هل تكون معاملتنا للحور العين في الجنة مثل معاملتنا لنساء الدنيا؟
نص الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. فضيلة الشيخ أحببت أسأل سؤال.. عن الحور العين.. هل تكون معاملتنا لهم مثل معاملتنا لنساء الدنيا.. يعني هل هناك معاشرة أو شيء من هذا القبيل فهذا السؤال مهم جدا الكثير منا لا يعرف بهذي الأمور…وجزاكم الله خيرا؟ السائل: خ ط م
الرد على الفتوى
الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإذا دخل المسلم الجنة أكرمه الله بالأزواج من الحور العين، وهن طاهرات مطهرات خاليات من العيوب، كما قال تعالى في كثير من سور القرآن ذاكراً صفاتهن [فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ]، وقال [كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ](الرحمن)، وقال [حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ](الرحمن)، وقال أيضاً [وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ](الواقعة). وقال [وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ..](البقرة). وإذا زوج الله تعالى المسلم من الحور العين تمتع بها على كل حال، فيعاشرها ويتلذذ بها، والجماع في الآخرة مشابه لجماع الدنيا في الاسم فقط، ولكن يختلف من حيث القوة، والجمال، والحسن، والمتعة، واللذة، لأن أهل الجنة لا يتغوطون ولا يبولون، والزوجة من الحور العين لا يصيبها ما يصيب نساء الدنيا من الحيض والنفاس والروائح الكريهة والمرض وغير ذلك. وإذا أردت الاستزادة من الحديث عن الحور العين فعليك بقراءة كتاب (حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح) للعلامة ابن القيم رحمه الله.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.