السؤال رقم (188) : معنى الحديثان (من كنت مولاه فهذا علي مولاه)، و(الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي). : 21 / 10 / 1429هـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شيخي كنت أريد أسأل عن حديث الولاية (من كنت مولاه فهذا علي مولاه) هل صحيح موجود في كتب أهل السنة؟ وأيضا حديث (الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي) شيخنا كنت أكلم سيد معمم وقال لي هذي العبارة وأعتذر عن هذا الكلام لكن راح أنقله حتى تعطيني جواب أرجع له بيه (قال لو قالوا لك غير موجود في كتبنا فقد كذبوا عليكِ ولو قالوا لكِ موجود فهات الشرح للحديثين).
الرد على الفتوى
الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالحديث الأول (من كنت مولاه فعلي مولاه)(رواه أحمد والترمذي، وإحدى الروايات لابن ماجة، وقد صححه الألباني في مشكاة المصابيح). ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد ربى علياً من صغره، ولم يفارقه حتى توفي صلى الله عليه وسلم، ولعلي مناقب كثيرة وفضائل عظيمة، ومن ذلك أنه ضحى بنفسه من أجل النبي صلى الله عليه وسلم، وتزوج ابنته فاطمة، وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم(هو مني وأنا منه)، وقال أيضاً (إنه يحب الله ورسوله)، وقال له (ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي).
فعلم بذلك أن الاتصال المذكور بينهما ليس من جهة النبوة بل من جهة ما دونها وهو الخلافة.
وقيل في معنى الحديث أقوال: ومن ذلك: من كنت مولاه فعلي يتولاه، من الولي ضد العدو، أي من كنت أحبه فعلي يحبه، وقيل معناه: من يتولاني فعلي يتولاه.
قال الشافعي رحمه الله: (يعني بذلك ولاء الإسلام كقوله تعالى [ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ](محمد)، وقول عمر رضي الله عنه لعلي رضي الله عنه: أصبحت مولى كل مؤمن، أي ولي كل مؤمن، وقيل سبب ذلك أن أسامة قال لعلي لست مولاي، إنما مولاي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم ـ من كنت مولاه فعلي مولاه ـ).انتهي كلامه رحمه الله.
وأما الحديث الآخر (الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي)، فروايته الصحيحة (إني قد تركت فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله عز وجل، وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض)، ثم قال (إن الله عز وجل مولاي، وأنا ولي كل مؤمن) ثم أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال (من كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه) فقلت لزيد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينيه وسمعه بأذنيه)(رواه النسائي في سننه، والطبراني في الكبير، وقال الحاكم وهذا الحديث صحيح الإسناد على شرطهما ولم يخرجاه، وصححه الذهبي، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة). وهذا القول من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه بغدير خم في رجوعه من حجه إلى المدينة، وقد أوضحنا معنى الموالاة في الكلام عن الحديث الأول فيكتفى بذلك. والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.