السؤال رقم (4187) : شخص يعمل بجمعية خيرية يستغل عمله في التكسب الشخصي.
نص السؤال: السلام عليكم .. أنا مسؤول في جمعية تطوعية يوجد فيها شخص يستغل الجمعية للتكسب الشخصي حيث يجمع الأموال من المحسنين للجمعية، ويعرض نفسه عليهم كحالة اجتماعية فيعطونه مبالغ لا يصرح بها لأحد، وقد صرح للبعض أنه يعتر نفسه من العاملين عليها، فعرض عليه أن يعلن نفسه حالة اجتماعية فتعينه الجمعية، لكنه رفض رغم أن حالته واضحة (هناك فرق كبير بين أجرته أدنى حد للأجور ، وبين مستوى عيشه: السيارة، السكن، التعليم الخاص للأبناء..) أنا متأكد مما أقول، زيادة على أنه لا يلتزم بقوانين الجمعية ولا يتورع عن الكيد والتحريض عليّ، المهم أن بعض أعضاء المكتب على علم بالموضوع ولكنه يحبذون التخلص منه بالتدرج بينما أعتقد أن النتيجة غير مضمونة لخبرتي به، فما رأي الشرع في تصرفات هذا الشخص؟
وبم تنصحونني ـ جزاكم الله خيرا ـ الانسحاب حتى لا أوفر الغطاء القانوني لتصرفاته خاصة وأن الجمعية تهتم بالأرامل والأيتام؟ أم الصبر وانتظار ما يقول البعض إنه تدرج في معالجة المشكلة؟
الرد على الفتوى
الإجابة:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإذا كان هذا الشخص الذي ذكرته لا يكفيه دخله لنفسه ولمن يعول في حدود ما ينفقه مثله من الناس في المجتمع الذي يعيش فيه جاز له الأخذ من الزكاة بقدر ما يكمل به كفايته وإلا فلا يجوز له أن يأخذ شيئاً من الزكاة، وإذا أعطي من الزكاة ولديه ما يكفيه هو ومن يعول وجب عليه عدم قبولها، والأولى له إن كان في حاجة إلى المساعدة أن يتقدم إلى الجمعية التي يعمل بها ليقوموا بمساعدته وإعانته، وهذا أبرأ لذمته.
ومعلوم أن طلبه من المحسنين مساعدته خارج نطاق الجمعية يثير الشكوك حوله وحول من يقومون على هذه الجمعية، فالواجب في حقه عدم فعل ذلك لكي يحفظ ماء وجهه وماء وجه إخوانه القائمين على الجمعية.
وإن استمر على طلب المساعدة من المحسنين فيلزم مجلس الإدارة أن يتدخل ويمنعه من ذلك ويلفت نظره، وإن تكرر منه الأمر أُلزم بالعمل داخل مقر الجمعية فيقوم بالأعمال الإدارية بعيداً عن التعامل مع أهل الخير، وإن رفض ذلك فالأمر راجع إلى إدارة الجمعية إما أن يُلزم بالعمل داخل مقر الجمعية، أو يُفصل من العمل تجنباً لإثارة شكوك أهل الخير. ومعلوم أن القيام على هذه الجمعيات يحتاج لشخصيات تتصف بالأمانة والصدق وتحمل المسؤولية، وهذه المهمة التي يقومون بها لها أجر عظيم لمن قام بها على الوجه الأكمل، ومن ضيعها باء بالإثم العظيم والعذاب الأليم. نسأل الله للجميع العمل بما يرضيه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.