السؤال رقم (4186) : أريد ما يثبت إيمانه ويقربه من الله وعبادته.
نص الفتوى: لي صديق كان يفعل ما هو من المحرمات وكان ينتظر عقابه من الحاكم ولم ينتظر وحاكم نفسه بما هو من حكم الشريعة وعاقب نفسه دون أحد يعاقبه، فهو في حيره من أمره هذا ولا يعرف ما الذي يبعده عن طاعة الله، ولا يوجد سبب في بعده عن الصلاة، أريد ما هو يثبت إيمانه ويقربه من الله وعبادته وشكراً.
الرد على الفتوى
الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فالحقوق على نوعين، نوع يتعلق بالله جل وعلا، وهذا تكفي فيه التوبة الصادقة حتى ولو كان كبيرة من كبائر الذنوب، ولا يلزم معه عقوبة، لكن إذا وصل إلى الحاكم وكان حداً من حدود الله وجب تنفيذه بكل حال، وما عدا ذلك فتكفي فيه التوبة، وصدق الله العظيم:(إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً)(الفرقان:70)، وأما النوع الثاني فهي المتعلقة ببني آدم فيجب فيها التوبة مع رد الحقوق إلى أهلها إذا كانت مالاً أو عرضاً أو غير ذلك.
ولذا فوصيتي لصديقك أن يتوكل على الله ويصدق في توبته ويتذكر عظمة الخالق، ويحرص على أداء الصلاة في وقتها مع الجماعة، ويحرص على كثرة العمل الصالح، ولا يجالس إلا أهل الخير الذين يعينونه على سلوك طريق الخير، ويبتعد عن الشر وأهله لئلا يوقعوه في المعاصي، وليعلم أن الحياة الدنيا دار ممر وليس دار مقر، فليعد للسؤال جواباً، وليكن الجواب صواباً، وأما معاقبته لنفسه فهذا خطأ والذي ينبغي له أن يحرص عليه هو محاسبة نفسه لكي يدفعه ذلك إلى البعد عن المعاصي والإقبال على الطاعات. وفقك الله أنت وصديقك لكل خير، وأخذ بيدكما للعمل الصالح، وجنبكما طريق المعصية، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.