السؤال رقم (4184) : هل أقوم بسداد ديني أولاً أم أتصدق.
نص الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. فضيلة الشيخ ، عليّ بعض الديون التي لم أبدأ بعد بتسديدها وأعتزم البدء بتقسيطها قريباً إن شاء، ديون شرعية بلا فائدة ولا غبار عليها، لكنني مع ذلك أتصدق ببعض المال كلما سنحت لي الفرصة، أو فلنقل شهرياً كجزء من راتبي. فهل هناك ما يمنع من إخراج الصدقات رغم أنني لم أسدد بعد الديون التي بذمتي للآخرين؟ أود الإشارة هنا إلى أنه لا يمكن لتلك الصدقات أن تحل محل أقساط الديون، أعني يصعب القول مثلاً أنني بدلاً من إخراج المبلغ كصدقة فلأخرجه كجزء من الدين لصاحبه إلى أن يتم تسديده بالكامل، إذ رغم عدم وجود اتفاق مع الدائن على تقسيط حد أدنى معين، إلا أنني أرى أدبياً أن القسط ينبغي أن لا يقل عن بضعة آلاف شهرياً، وهذا لا يقارن بالبضعة مئات التي أتصدق بها شهرياً ولا تشكل عبئاً عليَ. أشكر لفضيلتكم نصحكم الثمين، بارك الله بكم وجزاكم الخير والثواب.
الرد على الفتوى
الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فيجب عليك أخي الكريم تقديم سداد الدين عن التصدق بمالك لكون هذا الدين في ذمتك، وهو من حقوق الآدميين، لقول الله تعالى:(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا)(النساء:58)، وقوله تعالى:(وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ)(المؤمنون:8) فعليك بالمبادرة بسداده ولو على أقساط معينة تتفق عليها مع صاحب الدين بحسب ظروفك، وإن استطعت أن تقوم بعمل جمعية مشتركة مع زملائك بقيمة الدين على أن تقوم بتسديد القسط الذي عليك في هذه الجمعية مع إخوانك فهذا لا حرج فيه، وهو من التعاون على البر والتقوى، واعلم أن من أخذ شيئاً من الناس وهو ينوي السداد لهم فالله جل وعلا يعينه ويوفقه للسداد لقول النبي صلى الله عليه وسلم:( ثلاثة حق على الله عونهم: وذكر منهم: المكاتب الذي يريد الأداء..)(رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه، وحسنه الألباني في المشكاة ج2 رقم3089)، ومن أخذها وفي نيته ألا يردها إليهم فالله جل وعلا محيط به وما تحت يده. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد