السؤال رقم (4181) : فضيلة الشيخ ما هي قيمة الإنسان في المجتمع المسلم؟ وما هي أبرز المميزات التي ينعم بها؟
س1: فضيلة الشيخ ما هي قيمة الإنسان في المجتمع المسلم؟ وما هي أبرز المميزات التي ينعم بها؟
الرد على الفتوى
ج1_ الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: فإن الله تعالى قد أكرم الإنسانية جمعاء بهذا الدين القويم وهو دين الإسلام الذي جعل للإنسان في هذه الحياة قيمة عظيمة ومكانة عالية، وهذا من فضل الله تعالى على خلقه.
ولذلك فإن الإنسان له مكانة ممتازة، فلقد خلقه الله تعالى بيده ونفخ فيه من روحه، ورفعه فوق الملائكة، فعلمه مالا يعلمون، ثم أمرهم بالسجود له، وسخر له ما في السماوات ومافي الأرض جميعاً منه، وكرمه وفضله على كثير ممن خلق تفضيلا، قال تعالى. :(ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً)، واصطفى منه رسلاً، قال تعالى:(إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم على العالمين)، واتخذ منه أخلاء (واتخذ الله إبراهيم خليلاً)، (وكلم الله موسى تكليما)، وأنزل إليه كتبه ليهديه إلى الصراط المستقيم وإلى الحق المبين.
وإن الإنسان في الإسلام له حقوق ومميزات لا يحصل عليها أحد من أهل الأديان والملل الأخرى، فهو مكرم تكريماً عالياً، فهذه المكانة العظيمة للإنسان ترجمها الإسلام إلى مبادىء عملية تتمثل فيما قرره له من حقوق تصونه من كل عبث، وتحميه من كل حيف، وتحفظ عليه ما أراده الله له من كرامة.
وقد أشار المولى جل وعلا في آيات متعددة عن قيمة الإنسان، وعلو شأنه، ومكانته عند ربه، فهذا التكريم يدل دلالة واضحة على قيمة الإنسان ومكانته، وأنه في حظيرة الإسلام ينعم بحقوق كثيرة لا تعد ولا تحصى.
ومن أبرز المميزات التي ينعم بها الإنسان في المجتمع المسلم:
أولاً: المساواة بين الناس: فالناس جميعاً من أصل واحد، ومن ثم فهم جميعاً متساوون في القيمة الإنسانية، وإنما يقع التفاضل بينهم لأمور كسبية تتعلق بإيمانهم وتقواهم وعملهم الصالح.
قال تعالى:(يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير).
وقال صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع:{أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، ليس لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أبيض، ولا لأبيض على أحمر إلا بالتقوى، … ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد، ألا فليبلغ الشاهد منكم الغائب}.
ثانياً: العدل: فلا محاباة لأحد، ولا تمييز لفرد على آخر بسبب الجنس أو اللون أو المنصب، أو الغنى أو القرابة.
قال تعالى:(يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنياً أو فقيراً فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا).
ثالثاً: الحرية الشخصية: في أداء حياته الخاصة والعامة وعدم مساسها، مثل الزواج والطلاق وتربية الأولاد، وسائر أموره الأخرى.
رابعاً: احتفاظه بحقوقه الخاصة، وعدم الاعتداء عليها.
خامساً: الحقوق الاقتصادية: التي تتعلق بأمور معاشه، والحرص على احتياجاته من طعام وشراب ولباس وسكن وعمل تكفل له الحياة الهنيئة.
سادساً: الأمن والأمان: اللذان ينعم بهما في ظل الإسلام.
سابعاً: التكافل والترابط الاجتماعي: بين أفراد المجتمع المسلم.
ثامناً: جميع ما يتعلق بحياته الدنيوية: من حقوق وواجبات.