السؤال رقم (4174) : الإحتفال باليوم الوطني..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: أنا معلمة أعمل في احدى المدارس ولدى سؤال يؤرقني من شهور ويقلقني كثيراً، أنا في هذا العام وافق المسؤولات في منطقتنا على أن أعمل كمرشدة طلابية في المدرسة بالرغم من أنه لم يصدر خطاب رسمي بذلك بعد (في ذلك الوقت) لكنني حالياً أقوم بأعمال الإرشاد الطلابي لحين صدور القرار والذي قالوا يومها بأنه سوف يصدر قريباً إن شاء الله، وقد تفاجأت في ذلك الوقت بأن احدى المسؤولات من مكتب الإشراف التربوي اتصلت بالمديرة وبلغتها أن تكلفني بعمل برنامج بسيط منوع بمناسبة اليوم الوطني، وهذا إجراء روتيني لجميع المرشدات في جميع المدارس في منطقتنا حيث تكلف كل مرشدة طلابية بعمل برنامج منوع بمناسبة اليوم الوطني في المدرسة، وقد قمت بعمل ذلك البرنامج المنوع في المدرسة كما طلب مني، وهو عبارة عن حفل مصغر يبدأ بالقرآن الكريم ويحتوي على موضوع تلقيه طالبة عن حب الوطن وأنشودة من احدى الطالبات عن الوطن، ومسابقة خفيفة، ومشهد صغير، وقصيدة تلقيها احدى الطالبات…إلخ. وبالرغم من محبتي الشديدة لوطني ولولاة أمري حفظهم الله إلا أنني بعد انتهاء البرنامج أخذت أفكر: هل يا ترى كان يجب عليّ أن انفذ ذلك الأمر؟ أليس هذا من قبيل البدعة؟ هل يجوز لي أن ارفض عمل ذلك البرنامج وأن لا أطيع وليات أمري(وهن المديرات والمسؤولات)؟؟ سؤال يتعبني نفسياً، خاصة بأنني حسيت بعد ما انتهى البرنامج بأنني استعجلت، وبأنني فضلت منصبي الجديد على ديني، أرجوكم يا فضيلة الشيخ أن تجيبوا على سؤالي مشكورين، وقد أرسلت هذا السؤال عدة مرات لعدة مشايخ لكنني لم أتلقى الرد حتى الآن، أرجو أن اجد ضالتي عندكم وجزاكم الله خيرا… وأنا في الانتظار.
الرد على الفتوى
ج : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:
فما قمت به من العمل لا حرج فيه، فالأعمال بالنيات، قال صلى الله عليه وسلم:{إنما الأعمال بالنيات}، وإذا كان المطلوب منك لا يتعارض مع نصوص الشرع المطهر فلا إشكال في ذلك وأنت تقولين إن الحفل اشتمل على كلمة وقصيدة ومسابقة، وهذا كله خير لا محذور فيه.
والمحذور هو الاعتقاد في هذا اليوم بالذات وأما عمل بعض المطويات أو الكلمات أو القصائد فلا محذور في ذلك سواء كان ذلك في هذا اليوم أو غيره، والوطن غالٍ على النفوس ورسولنا صلى الله عليه وسلم لما خرج من مكة قال:{والله إنك لأحب البقاع إلى الله}، وفي رواية:{..إليّ ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت}.
والشاعر يقول:
ولي وطن آليت ألا أبيعـــــــه *** وألا أرى غير له الدهر مالكــــــا
عمرت به شرخ الشباب منعمــــاً *** بصحبة قوم أصبحوا في ظلالكـــــا
فانتبهي أختي الكريمة لهذا الأمر ولا يدخل عليك الشيطان ليضعف عملك ويسول لك، فاستمري في عطائك وعملك والله مطلع على النوايا،وفقك الله لكل خير، ويسر لك سبيله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.