السؤال رقم (4168) : ما هو قولكم في الاستنساخ في الإنسان؟
نص الفتوى: ما هو قولكم في الاستنساخ في الإنسان؟
الرد على الفتوى
الإجابة: الاستنساخ هو: أخذ خلية من جسم الكائن الحي التي بها عدد زوجي من الكرومزومات التي تحتوي على جميع الأوامر اللازمة للحياة، ومنها الجينات المسؤولة عن النمو الجيني ويتم تنشيط الخلية المراد تكاثرها بحيث تعمل الجينات المسؤولة عن النمو الجيني وهو ما يؤدي إلى نشاط التكاثر وينتج عن ذلك جنين طبق الأصل من الأب أو الأم حسب مصدر الخلية.
وأما حكمه الشرعي: فالاستنساخ أمر مرفوض شرعاً لأنه من أشد أنواع الفساد في الأرض، وهو عبث علمي لن يحقق إلا صوراً بشرية ممسوخة ومنعدمة الفائدة، وهذا تدخل في الفطرة الإلهية، ومحاولة تغييرها عن المسار الذي وضعه الله لها، وعليه فلابد:
أولاً: أن توقع أشد العقوبات وأقساها على كل من تسول له نفسه العمل في هذا المجال.
ثانياً: إنشاء مؤسسة مكونة من علماء الهندسة الوراثية المتخصصين في هذا المجال، وعلماء الشرع لمراقبة البحث العلمي، وهل يسير حسب الضوابط والمعايير العلمية التي تتفق مع شرع الله أم لا؟
ومن الأدلة التي استدل بها العلماء الربانيون على هذا الموقف، وهو الموقف الشرعي الصحيح من قضية الاستنساخ قول الله تعالى:[فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ..](الروم:30)، وقوله: [وَلأضِلَّنَّهُمْ وَلأمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذْ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً* يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً * أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصاً](النساء:119ـ121).
والاستنساخ البشري ما هو إلا جنوح من جنوح العلم، وتعدٍ على قدرة الله في خلق الإنســان، يقول الله تعالى: [ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ* بَلْ يُرِيدُ الإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ](القيامة:4، 5) وإعجاز الله في خلق الإنسان يتجلى في جعل الناس مختلفين في الألوان والألسنة والصفات والأشكال وغيرها، يقول الله تعالى:[وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ](الحجرات:13).
وهذا على العكس تماماً مما هو متوقع في الاستنساخ وهل يقدر هؤلاء على نفخ الروح في الجسد والذي اختص الله به وحده:[وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوحِ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً](الإسراء:85) وإن كل ما يفعله البشر إنما هو بإرادة الله والاستعانة بقوانينه، فهذا تصنيع وليس خلقاً.
وأما من قال بأنه لا مانع من الاستنساخ البشري إذا استخدم في علاج العقم وغيره بشرط أن يتحكم فيه، فيرد عليه بأن هذا الباب لا يمكن التحكم فيه خاصة وأن الذين يحاولون إجراء هذه التجارب من غير بلاد الإسلام وبالتالي لن تستخدم في طاعة الله، وأقوى دليل على ذلك ما نسمعه ونقرأه من وقت لآخر عن تأجير الأرحام والمتاجرة في الأجنة كما يحدث في الغرب، وإن من أضرار الاستنساخ مايلي:
* أنه يتناقض مع روح الشريعة الإسلامية.
* أنه يؤدي إلى اختلاط الأنساب وفساد الأخلاق.
* أنه سيؤدي إلى خلل اجتماعي مدمر في العالم أجمع.
* أنه سيعني عدم حاجة المرأة للرجل، وترك الزواج.
ومن سينتج من الاستنساخ سيكون طفلاً بلا أسرة حيث إن الخبراء يتوقعون تكوينه من حيوان منوي لرجل ما يخصب بويضة لامرأة، على أن يوضع في رحم امرأة ثالثة، فلمن ينسب هذا الولد؟
ولا يمكن القول بقبول استنساخ إنسان وليد أفكار العلماء.
ومما سبق يتضح لنا أن الاستنساخ خيال علمي وفرقعة إعلامية مؤقتة، وأن أضراره أكثر من فوائده، لذا كان للعلماء الأجلاء هذا الموقف منه.