السؤال رقم (4163) : ما هي الرؤيا الصحيحة؟ وما ضوابط تعبيرها؟
نص الفتوى: ما هي الرؤيا الصحيحة؟ وما ضوابط تعبيرها؟ أرجو الإسهاب مع ذكر الدليل؟ لأن هذا الموضوع لم يتكلم فيه بعلم إلا القليل زادكم الله شرفاً.
الرد على الفتوى
الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فإن موضوع الرؤيا موضوع هام جداً حيث اختلطت الأمور عند كثير من الناس في تحديدها هل هي رؤيا من الله؟ أم هو حلم من الشيطان؟ لذلك ينبغي التفريق بين الرؤيا والحلم: فالرؤيا من الله، والحلم من الشيطان (كما ورد ذلك في صحيح البخاري).
وأما الرؤيا الصالحة: فمعلوم أنها من الله، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها وليحدث بها..(فتح الباري 12/373).
والرؤيا الصالحة هي التي تتضمن بشرى للعبد بخير يصيبه دنيا وأخرى، أو إنذاراً أو تحذيراً له من الوقوع في شيء قد يعرض له، فهذا من لطف الله تعالى بعبده أن ينذره ويحذره قبل أن تعرض عليه هذه الأشياء لينتبه لها.
والذي يشرع في الرؤيا الصالحة: أن يعلم أنها من الله كما ذكرنا سابقاً، وأن يحمد الله عليها، وأن يحدث بها، وأن لا يقصها إلا على ذي رأي ولب وحكمة ونصح، فعن أبي رزين العقيلي قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم:رؤيا المؤمن جزء من أربعين جزءاً من النبوة وهي على رجل طائر ما لم يحدث بها، فإذا تحدث بها سقطت(فتح الباري 12/368)، قال: وأحسبه قال:ولا تحدث بها إلا لبيباً أو حبيباً(صحيح سنن الترمذي، وخرجه الألباني في صحيح سنن الترمذي 2/260 برقم 1858)، وفي رواية أخرى:ولا يقصها إلا على وادّ أو ذي رأي(رواه أحمد (4/10) وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (3/1947).
وأما ضوابط تعبيرها فلما كانت الرؤيا منزلتها عظيمة في ديننا فلابد من وجود ضوابط معتبرة لكي يهتدي بها أصحابها عند إرادة تعبير رؤياهم، وهذه الضوابط لاشك أنها تخدم المعبر قبل أن تخدم صاحب الرؤيا لأن الخطر الأعظم ليس في حق الرائي وإنما في حق صاحب التأويل.
إذاً فالضوابط المعتبرة لابد أن تكون متوفرة في صاحب الرؤيا، وفي المعبر؛ أما الضوابط المعتبرة في صاحب الرؤيا:
(1) إذا أراد أن تصدق رؤياه فليكن الصدق خلقه وليحذر الكذب والغيبة والنميمة.
(2) يستحب أن ينام على وضوء لتكون رؤياه صالحة.
(3) التزام العفة؛ فإن غير العفيف يرى الرؤيا ولا يذكر شيئاً منها لضعف نيته وكثرة ذنوبه ومعاصيه.
(4) أن لا يقصّها على جاهل أو عدو، فإن الرؤيا على رِجْلِ طائر ما لم يحدث بها، فإذا حدّث بها وقعت.
(5) أن لا يقصّها على معبر وفي بلده أو في وطنه من هو أحذق منه في التعبير.
(6) أن يحترز من الكذب في رؤياه.
وأما الضوابط المعتبرة في حق المعبر:
(1) أن يكون عالماً حاذقاً بعلم تأويل الرؤيا.
(2) أن لا يؤولها إلا بعلم وإدراك.
(3) إذا قصت عليه الرؤيا أن يقول خيراً تلقاه، وشراً تتوقاه.
(4) أن يكتم على الناس عوراتهم، فلا يذهب فيقول: فلان رأى كذا وكذا مما فيه كشف لعوراته ونحوه.
(5) أن يكون فطناً ذكياً تقياً نقياً من الفواحش، علاماً بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولغة العرب وأمثالها وما يجري على ألسنة الناس.
(6) إذا لم يمكنه تأويلها فإن الأولى أن يحيلها على من هو أعلم منه بالتأويل.
(7) إذا كانت الرؤيا فيها شيء يكرهه صاحبها فإنه يصمت أو ليقل خيراً.
(8) أن ينوي بتعبيره التقرب إلى الله بذلك.
(9) أن لا يعبر الرؤيا حتى يعرف لمن هي، ولا يعبرها على المكروه وهي عنده على الخير، ولا على الخير وهي عنده على المكروه.