السؤال رقم (4127) : هل في القرآن رسائل غرامية؟
نص الفتوى: شيخنا الفاضل بعض الناس تداول رسالة غرامية وقد جاءت لأحد أصدقائي وأثارت جدلاً في ذلك المجلس وحيث أن الرسالة مقتبسة من القرآن الكريم فما حكمها وجزاك الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء. الرسالة تقول:(قل لو كان البحر مداداً لكلامات حبي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات حبي لك) وجزاك الله خير.
الرد على الفتوى
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأولاً: الرسائل الغرامية محرمة شرعاً لما فيها من كلمات العشق والغرام، وهذه توصل إلى الوقوع فيما حرم الله تعالى من الزنا وغيره من الفواحش، وحتى إن لم توصل صاحبها لهذه المعاصي فيكفي ما فيها من الإثم حيث يكثر فيها الكذب، والتلفظ بألفاظ قبيحة، وما فيها من وصف لا يجوز ذكره إلى غير ذلك من المنكرات، فينبغي على من يتعامل بها أن يتقي الله تعالى فيما يقول ويكتب، وليعلم أنه محاسب عن كل صغيرة وكبيرة، قال تعالى:[ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد](ق)، وقال تعالى:[وقفوهم إنهم مسؤولون](الصافات).
وثانياً: إذا حوت هذه الرسائل على هذا الكلام الذي سبق ذكره في السؤال فهذا ربما يوصل صاحبه إلى الاستهزاء بآيات الله تعالى فتكون سبباً في إخراجه من الإسلام إلى الكفر فيكون مرتداً والعياذ بالله، قال تعالى:[قل أبالله وآياته كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم](التوبة).
فيجب على من يقع في مثل ذلك أن يتوب إلى الله تعالى توبة صادقة، وأن يبتعد كل البعد عن مثل هذه الأمور كي يحفظ دينه، وعلى كل مسلم أن ينصح من رأى منه الوقوع في ذلك، فإذا استجاب فخير وبركة، وإن لم يستجب رفع أمره إلى الجهات المختصة للأخذ على يديه ومحاسبته. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.