السؤال رقم (4112) :حكم الاختلاط بالرجال في مجال العمل.
نص الفتوى: بارك الله فيك يا شيخنا والله كلامك دواء للجروح، وسؤالي عن موضوع الاختلاط، أنا في بلد الاختلاط فيه كبير وتخرجت من كليتي كمهندسة ومجال عملي يتطلب وقد يواجه الكثير من الاختلاط وكذلك كل خطوة ايجابية في عملي تحتاج وجود الشباب وأنا متعبة جدا من ذلك ولم أعد أعرف وضع الخطوط الصحيحة للعلاقة مع الشباب، الحمد لله أنا أحاول دوماً أن لا أعمل أي شيء من الحرام أو الكلام المحرم معهم و لكن هل الاختلاط معهم في العمل محرم والأفضل لي أن لا أدخل في مجالات تطويرية على حساب نفسي، أرجو أن أسمع إجابة شافية لصدري الذي يغلي ولم أعد أعرف كيف أتعامل مع كل هذه الضغوط والانفتاح في الجامعة و الانترنت و في كل مكان؟
الرد على الفتوى
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: فتأملي بارك الله فيك هذا الحديث فقد روى أبو داود عن حمزة بن أبي أسيد عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد، فاختلط الرجال مع النساء في الطريق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء:(استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق عليكن بحافات الطريق)، فكانت المرأة تلصق بالجدار حتى إن ثوبها ليعلق بالجدار من لصوقها به (حسنه الألباني).
فمن تأمل في الحديث يجد عظيم حرص النبي صلى الله عليه وسلم على صيانة المرأة، فهؤلاء خرجوا بعد أداء أفضل عبادة وهي الصلاة, والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وثانياً هؤلاء أفضل هذه الأمة وهم الصحابة رضوان الله عليهم. وثالثاً: هؤلاء النسوة نسوة الصحابة العفيفات المتسترات، والذي حصل أنهم خرجوا من المسجد فحصل في الطريق نوع اختلاط، فنهاهن النبي صلى الله عليه وسلم أن يمشين في وسط الطريق بل بحافات الطريق وجوانبه، حتى إن إحداهن تلصق بالجدار حتى إن ثوبها ليعلق بالجدار من لصوقها به، وكل هذا استجابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم. وتأملي الحديث الآخر: عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها)(رواه أبو داود (570) والترمذي (1173) والحديث صححه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1/136).
( في بيتها ) هو الحجرة التي تكون فيها المرأة (حجرتها) المراد بها صحن الدار التي تكون أبواب الغرف إليها، ويشبه ما يسميها الناس الآن بـ (الصالة)، (مخدعها) هو كالحجرة الصغيرة داخل الحجرة الكبيرة، تحفظ فيه الأمتعة النفيسة، وعن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي:(أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إني أحب الصلاة معك قال: قد علمت أنك تحبين الصلاة معي وصلاتك في بيتك خير لك من صلاتك في حجرتك وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك وصلاتك في دارك خير لك من صلاتك في مسجد قومك وصلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك في مسجدي، قال: فأمرت فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه فكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عز وجل)(رواه أحمد (26550).والحديث: صححه ابن خزيمة في صحيحه (3/95) وابن حبان (5 /595) والألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1/135) .
فمما سبق من الأحاديث يتبين أن صلاة المرأة في بيتها خير لها من صلاتها في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل هذا لأنه أستر للمرأة.
فاعلمي بارك الله فيك أن الأصل للمرأة أن تقر في بيتها طاعة لله، قال تعالى:(وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) فالخروج من البيت لغير حاجة ماسة لا تفعله المرأة المطيعة لربها، وعند الحاجة يجوز للمرأة الخروج والعمل بشرط أن تلبس الحجاب الشرعي الكامل فتغطي جميع جسمها بما في ذلك الوجه والكفين. وبشرط أمن الفتنة وعدم الاختلاط. ويجوز لها أن تخاطب الرجال بقدر الحاجة بشرط أمن الفتنة وعدم الخضوع بالقول. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يغنينا بحلاله عن حرامه وبفضله عمن سواه.. آمين.