السؤال رقم (656) : ظاهرة التفحيط.
نص السؤال (1): فضيلة الشيخ: أحييك بتحية الإسلام الخالدة وبعد: تعلمون أن ظاهرة التفحيط أنتشرت في بلادنا وترتب عليها العديد من المآسي، ما وجهة نظر الإسلام في هذه الظاهرة؟
الإجابة: هناك قواعد مسلّمة وهي المحافظة على النفس والعرض والمال والعقل، وقبل ذلك الدين وهذه هي الضروريات الخمس التي كفلتها الشرائع السماوية كلها، فأي إخلال بها أو تهاون يعرض صاحبه للعقوبة في الدنيا والآخرة.
وإذا نظرنا إلى التفحيط وجدنا أنه تصرف يخل بالدين والعقل ويضر النفس والمال، فالمفحط قد يتلف نفسه، والله يقول:[ولا تقتلوا أنفسكم]، ويقول:[ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة]، ويتلف ماله واله جل وعلا سائلنا عن هذا المال من أين اكتسبناه وفيما أنفقناه، يقول صلى الله عليه وسلم:لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع:وذكر منها: عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه.
ويؤثر على عقله لأنه إذا أتلف نفسه فمن باب أولى عقله، ولكن قد يتأثر العقل دون النفس بجنون أو إغماء أو غيرها والمتابع لحوادث التفحيط يرى ذلك واضحاً جلياً.
إذاً شرعنا يمنع التفحيط منعاً باتا، فهو من العبث والسفه، وكم من سيارة تحطمت بسبب التفحيط، وكم من نفس ماتت بسببه، وكم من أموال تلفت كأعمدة الكهرباء وأبواب البيوت والمحلات وغيرها، فإلى الله المشتكى من عبث هؤلاء الشباب الذين هانت عليهم أخلاقهم، وهانت عليهم كرامتهم، وهانت عليهم حقوق الآخرين، فأساؤا إلى أنفسهم وإلى غيرهم.
نص السؤال (2): فضيلة الشيخ: أحييك بتحية الإسلام الخالدة وبعد: تعلمون أن ظاهرة التفحيط أنتشرت في بلادنا وترتب عليها العديد من المآسي، ما وجهة نظر الإسلام في هذه الظاهرة؟
الرد على الفتوى
الإجابة: نصيحتي لمن يمارس هذه الظاهرة أن يتقي الله في نفسه وأن يخاف من سلب صحته وعافيته وجوارحه، فالله الذي أنعم عليه بهذه الجوارح قادر بلمح البصر أن يسلبها منه لأنه لم يشكر الله على هذه النعمة، ثم إنني أقول له ماذا ستقول لخالقك إذا وقفت بين يديه وختم على فيك وقال لجوارحك انطقي، فتنطق بما فعلت أتعتذر وقتها، أتكذب، أتطلب شفاعة من أحد، ألا تعلم أن الحكم هو الله وأن الشاهد من نفسك.
ثم يا من تمارس هذه الظاهرة أتظن أنك ترتفع في أعين الناس، إنك محط سخريتهم واستهزائهم واحتقارهم، وحتى أولئك الذين يصفقون لك ألسنتهم وقلوبهم تكذب، تصفيقهم لأنهم يعتبرونك قاصر العقل سفيه التصرف، لكن لما لم يجدوا من يلعبون عليه تجمهروا حولك يظهرون لك الثناء، والمتضرر الأول والأخير أنت لا غيرك.
فعودة لعقلك ولا تحتكم إلى عاطفتك، واعلم أن الله يمهل ولا يهمل، وأنه شديد العقاب وأن حياتك وموتك وأجلك ورزقك وحركاتك وسكناتك بيده سبحانه.
نص السؤال (3): ما دور المحاكم المرورية في الحد من هذه الظاهرة؟
الإجابة: رجال الأمن عموماً سواء كانت إدارات المرور أو غيرها
مسؤولة مسؤولية كبيرة عن هذه الظاهرة التي فيها استهتار بالأمن واستهتار بالمجتمع، وتعريض للأنفس والممتلكات للخطر، ولذا ينبغي أن تكون المحاسبة شديدة، وأن تكون مؤثرة بحيث لا يفكر الآخرون بالقيام بها العبث، ولو أن الشاب إذا ثبت تفحيطه سجن شهراً كاملاً وعزر بما يناسبه لفكر الشاب ألف مرة قبل الإقدام على مثل هذا الأمر، فمزيداً من الصرامة في الحق والشجاعة فيه علي حد قول القائل:
قسى ليزدجروا ومن يك راجحاً فليقس أحياناً على من يرحم
نص السؤال (4): إلى أي مدى يرى فضيلتكم الدور الذي تساهم فيه الأسرة والتربية بوجه خاص في الحد من هذه الظاهرة ؟
الإجابة:لو أن فئات المجتمع تعاونت للحد من هذه الظاهرة المعلمون، وأولياء الأمور في البيوت، وأئمة المساجد، وخطباؤها، والدعاة، وأهل الفضل، لو أن هؤلاء جميعاً تعاونوا بتوعية الشباب والأخذ بأيديهم ومحاسبتهم على تصرفاتهم لاختفى كثير من المظاهر، ولا زلت أذكر ذلمك المدير لإحدى الثانويات لما كان ذات يوم في الطابور الصباحي استدعى أحد الطلاب وناقشه أمام الجميع، فاعترف أنه مع تلك المجموعة مساء البارحة وقد أزعجت من حولهم من المتنزهات، فقام المدير وتكلم عن تصرف هؤلاء الشباب وبين ظلمهم وسفههم، ثم قال للطالب أحضر وليّ أمرك في الغد، فإن لم يحضر فلا تحضر أنت للمدرسة، وأبلغ بعض زملاء الطالب بإخبار أهله، ولما جاء الغد جاء وليه فأخبره المدير بالأمر فتبين أن الولد كذب على أبيه ثم بعد مشاورة بينهما اتفقا على تأديبهم علناً واستدعاء بعض زملائه عن طريق الشرطة، وبعد تطويق الأمر استقامت حال الطالب.
وهكذا متى وجد التعاون من الأسرة فستختفي هذه الظاهرة إلى حد كبير.
أصلح الله شبابنا وأخذ بأيديهم لما فيه خيرهم وصلاحهم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.