السؤال رقم (4075) : حكم الكتابة على المصحف

نص السؤال: ما حكم الكتابة على أغلفة المصاحف وداخلها؟

الرد على الفتوى

الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، وبعد: فإن القرآن الكريم أنزله الله تعالى على نبينه محمد صلى الله عليه وسلم ليكون هدىً ونور للعالمين إلى يوم القيامة، وقد أكرم الله تعالى صدر هذه الأمة بحفظه في الصدور والعمل به في شؤون حياتهم، والتحاكم إليه في القليل والكثير، ولا يزال الصحب الكرام يحفظون القرآن الكريم ويعطونه حقه من التعظيم والتكريم حساً ومعنىً، ولكن تخلف عن هذا الركب أعداد كثيرة وبخاصة من أبناء المسلمين، فلم يقدروا المصحف حق قدره ولم يعظموه حق تعظيمه زهداً منهم فيه ورغبة عنه، نسأل الله تعالى السلامة في الدنيا والآخرة، فها أنت لا تمر بمسجد من المساجد إلا وتجد فيها العشرات من المصاحف ممزقة أو مهانة بالكتابة عليها بالكلام السيء القبيح، أو بكلام ليس منه فائدة، أو أهانتها بشغمطة على صفحات وأوراق المصحف وغير ذلك مما نراه على المصاحف ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وإذا نظرت إلى سيرة سلف الأمة رضوان الله عليهم تراهم أنهم كانوا من أشد الناس تكريماً وتعظيماً، بل كانوا كثيراً ما ينهون من تعريض المصحف لأي نوع من أنواع الإهانة.
فعن أبي حمزة قال:رأى إبراهيم النخعي في مصحفي فاتحة سورة كذا وكذا، فقال لي: أُمحه فإن عبد الله بن مسعود قال:لاتخلطوا في كتاب الله ما ليس منه.
فكيف بهم لو رأوا مصاحفنا وما كتب فيها، أو ما كتب على غلافها، فالله المستعان.
وللإجابة على السؤال: نقول وبالله التوفيق إن كتابة اسم الطالب أو اسم المدرسة أو اسم الحلقة، وكذا السنة الدراسية، أو فصل كذا، كل هذا لا ينبغي فعله وذلك احتراماً وتعظيماً وتكريماً للمصحف، والله الموفق.
س2: ما حكم وضع الخطوط تحت الآيات القرآنية وكذلك وضع أرقام أو أحرف أو رموز خفيفة من أجل التعليم أو التنبيه على موضع الخطأ؟
الإجابة: كل هذا لا ينبغي أن يوضع في المصحف لايرسم عليه برموز ولا حروف، ولا نقط، ولا أصغر من ذلك ولا أكثر.
قال أبو بكر السراج لأبي رزين: أأكتب في مصحفي سورة كذا وكذا؟ قال: إني أخاف أن ينشأ قوم لا يعرفونه فيظنونه من القرآن.
فالحاصل أن كل ما ذكره السائل لا ينبغي، وإذا اراد أن يتعلم شيئاً أو ينبه على خطأ فلتكن هناك ورقة خارجية أو كراسة يكتب فيها الأخطاء التي يريد أن ينتبه إليها.
س3: ما حكم وضع اللاصق الذي يكتب فيه الاسم؟
الإجابة: أما اللاصق الذي يوضع على الغلاف الخارجي للمصحف من أجل عدم اختلاط مصحفه مصاحف غيره فلا بأس به ما دام أنه يمكن إزالته متى شاء، وأما ما نراه من الكتابة على الورقة التي تلي الغلاف أو جلد الغلاف الداخلي من كتابة الاسم واسم المدرسة، أو اسم الحلقة ونحو ذلك فهذا لا ينبغي.
س4: ما حكم الكتابة السيئة والبذيئة علىالمصحف؟
الإجابة: هذا محرم بلا شك لما فيه من الإهانة والاستخفاف بكلام رب العالمين، والواجب على من رأى كتابة سيئة على المصاحف أن يمحها بأي طريقة تكون تعظيماً لكلام الله وتكريماً له.
ثم أنصح إخواني جميعاً من المسلمين والمسلمات أن يحافظوا على كلام ربهم، وكذا الصحف والكتب التي فيها آيات قرآنية أو أحاديث نبوية أو كلام فيه ذكر الله أو بعض أسماء الله تعالى وصفاته، وأنصحهم أن يحفظوها في مكان طاهر، ومتى استغنوا عنها دفنوها في ارض طاهرة أو أحرقوها، ولا يجوز التساهل في ذلك حيث أن الكثير من الناس في غفلة عن هذا الأمر وقد يقع في المحذور جهلاً منه بالحكم.

نسأل الله أن يوفق الجميع للعلم النافع والعمل الصالح، والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.