السؤال رقم (220) : حكم الصيام عن الكلام؟ أعني الصمت بنية العبادة أو تأديب النفس : 4 / 12 / 1429

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته… فضيلة الشيخ: ما حكم الصيام عن الكلام؟ ـ أعني الصمت بنية العبادة أو تأديب النفس ـ وهل هو المذكور في قوله تعالى:(قالت إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسياً)؟ وكيف كلمتهم وقد نذرت ألا تكلم إنسياً؟ وإذا كان هذا الصوم جائزا: فما وقته؟ وما مدته؟ وهل يجوز له الكلام إذا طلب منه أو سئل؟ أفتونا مأجورين.. السائل: محتسب

الرد على الفتوى

الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فيجوز للإنسان الإمساك عن الكلام بنية العبادة لاسيما إذا كان الكلام ممنوعاً شرعاً، وكذا يجوز الإمساك تأديباً للنفس لقول النبي صلى الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)(رواه البخاري)، وهذا هو المقصود في معنى الآية الكريمة.
وأما قولك بأنها كيف كلمتهم وقد نذرت ألا تكلم إنسياً ففيه خلاف بين العلماء، فمنهم من قال: أمرت في تلك الآية أن تقول ذلك باللفظ، وقال آخرون أمرت أن تقول بالإشارة، والأول هو قول الجمهور، وهو الراجح إن شاء الله.
ووقت الصيام عن الكلام ليس محدداً بوقت فهو بحسب حاجة المسلم له، وأيضاً ليست له مدة معينة، فربما يحتاج الإنسان إلى منع نفسه من الكلام لفترة قصيرة أو طويلة.
وإذا طلب منه الكلام أو سئل وهو قد نذر الصوم عن الكلام فهذا يرجع إلى المصلحة في ذلك، فإذا كانت المصلحة في كلامه تكلم وكفَّر عن نذره، وإن كانت فيه مفسدة شرعية جاز له عدم الكلام. والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد. 4/12/1429هـ