السؤال رقم (4050) : حول حديث:واكتفى الرجال بالرجال، والنساء بالنساء
نص الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. ورد حديث عن المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول فيما معناه:يأتي على الناس زمان يستغني فيه الرجال بالرجال، والنساء بالنساء فهل هذا الحديث صحيح؟ مع أننا نلاحظ ذلك في بعض أواسط الفتيات،وما نسمعه من بعض الفتيان، فأرجو أن تدلنا على شرحه، ويكون ذلك مخافة أن نقع فيه، والله المستعان؟
الرد على الفتوى
الإجابة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم مما سيعتري أمته من الفتن في آخر الزمان، وما يصيبهم منها إذا هم ابتعدوا عن طريق الجادة التي تركهم عليها، وما زالت توجيهاته صلى الله عليه وسلم لأمته لكي يعتصموا بالكتاب والسنة، وقد وردت أحاديث كثيرة في الحث على التمسك بالدين والبعد عن الفتن، والمبادرة إلى الأعمال الصالحة من قبل أن يأتي زمان لا يستطيع المرء فيه حفظ دينه إلا من شاء الله تعالى، فقد قال صلى الله عليه وسلم:فيما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا، ومن ضمن هذه الفتن التي حذرنا منها صلى الله عليه وسلم ما ورد في هذا الحديث الذي تسألين عنه، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:إذا استحلت أمتي خمساً فعليهم الدمار: إذا ظهر التلاعن، وشربوا الخمور، ولبسوا الحرير، واتخذوا القيان، واكتفى الرجال بالرجال، والنساء بالنساء(رواه البيهقي، وخرجه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ج2 برقم 2386، وقال: حديث حسن بغيره).
فهذا الحديث يشير فيه النبي صلى الله عليه وسلم أن أمته إذا استحلت هذه المعاصي التي ورد النهي عنها في الكتاب والسنة استحقت الدمار والعياذ بالله، ومنها كثرة اللعن، وهو لعن المسلم أخاه المسلم، والمرأة أختها المسلمة.
وأيضاً انتشار شرب الخمور، ولبس الحرير، واستماع القيان (وهي المعازف) مثل آلات الطرب التي انتشرت كثيراً في غالب أنحاء الأرض، وأيضاً اكتفى الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، وهي من أشد المعاصي الموجبة لسخط الله وغضبه، وقد ورد في كتاب الله تعالى عما حدث لقوم لوط عندما تركوا النساء التي أباحها الله لهم وآتوا الرجال والعياذ بالله، فاستحقوا غضب الله تعالى، ونزّل عليهم عذابه كما قال تعالى:[فَأَخَذَتْهُمْ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (73) فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ](الحجر: 73، 74) وغيرها من الآيات ، وفي هذه الأزمنة المتأخرة كثر ذلك العمل، بل وأصبحت لمن يفعلونه جمعيات ومؤسسات ولهم حقوق يطالبون بها والعياذ بالله، وأي حقوق هذه في مخالفة فطرة الله تعالى التي فطر الناس عليها.
وأيضاً:(والنساء بالنساء) وهو إتيان المرأة المرأة وهو السحاق، ومع كثرة وسائل الإعلام الفاسدة التي تنشر الاختلاط وتنشر الإباحية ظهر في أمة النبي صلى الله عليه وسلم هذه المعصية، حتى أصبحت المرأة تخاف من معاشرة الرجل، وتخشى من تبعات الزواج ومسؤلياته فانصرفت إلى معاشرة المرأة مثلها، وهذا أيضاً من انتكاس الفطر، لقوله تعالى:[وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ](الروم:21)، فإذا خالف الناس أوامر الله تعالى استحقوا غضبه وأليم عقابه، فعلى الجميع أن يبتعدوا عن هذه المعاصي التي تسبب الدمار والهلاك في الدنيا والعذاب الأليم في نار الجحيم في الآخرة، وعلى شبابنا وبناتنا الإقبال على طاعة الله، والبعد عن معاصي الله ففي ذلك النجاة في الدنيا والآخرة.